ﻣﻦ ﺇﺭﺙ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻣﻦ علم ﺷﻴﺨﻨﺎ الفقيه الحافظ الأصولي ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻬﺮﺭﻱ قال رحمه الله: قولُـه تعالى: {إنما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرا} سِياقُ الآيةِ قبلَ هذا الخطابُ فيه بلفظِ الإناثِ وبعدَهُ بلفظِ الإناثِ قبل هذه الجملةِ {إنما يُريدُ اللهُ}، {وأقِمْنَ الصلاةَ وءاتينَ الزكاةَ وأطِعْنَ اللهَ ورسولَـهُ} لنساءِ الرَّسولِ ثم أتبَعَه بقولِه: {إنما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيرا} ثم أتبَعَه بخطاب الإناثِ {واذكُرْنَ ما يُتلى في بُيوتِكُنَّ من ءاياتِ الله والحِكْمَةِ}، فالذي يُفسرُ الآية بعليٍّ وفاطِمةَ والحسنِ والحسينِ فقط غلِطَ، وأما الشىء الذي فعلَه الرسولُ وهو أنه جمعَ عليا والحسنَ والحسينَ وفاطِمَةَ ووضعَ عليهمُ الكِساءَ وقال: اللهمَّ هؤلاءِ أهلي، فهذا ليس فيه تخصيصُ أنّّهم هم أهلُه فقط إنما معناهُ هؤلاءِ أفضلُ أهلي لكونِهم أفضلَ أهلِ بيتِهِ خصَّهم بهذا، لا لأنَّ أهلَ البيتِ محصورون بهؤلاء الأربعةِ، ولذلك سُميَ هؤلاء الأربعةُ أهلُ العَبا.
قال تعالى: {يا نساءَ النّبيِّ لَسْتُنَ كأحَدٍ من النساءِ إن اتّقَيتُنَّ فلا تخضَعْنَ بالقولِ فيَطْمَعَ الذي في قلبهِ مَـرضٌ وقُلْنَ قولاً مَعروفًا، وقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ ولا تَبرَّجنَ تبَرُجَ الجاهليَّةِ الأولى وأقِمْنَ الصَّلاةَ وءاتينَ الزكاةَ وأطِعْنَ اللهَ ورَسولَـهُ، إنما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكُم الرِّجسَ أهلَ البيتِ ويُطَهِّرَكُم تطهيرا، واذكُرنَ ما يُتلى في بُيوتِكُنَّ من ءاياتِ الله والحِكمةِ} قال النسفي في تفسيرِه قوله تعالى:{ إنما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكُم الرِّجسَ أهلَ البيتِ} فيه دليلٌ على أنَّ نساءَهُ من أهلِ بيتِه وقال: {عَنكُم} لأنه أُريدَ الرجالُ والنساءُ من ءالِـه بدلالَةِ قولِـه: {ويُطَهِّرَكُم تطهيرا}. اهـ