الصفات الثلاث عشرة لله تعالى الواجب معرفتها على كل مكلف
الصـفة الأولى من هذه الصـفات هى الوجود: أى أن الله تعالى موجودٌ لا يشبه الموجودات، موجودٌ بلا بدايةٍ ولا نهايةٍ ولا مكانٍ، كما قال تعالى: {أفى الله شك}، يعنى لا شك فى وجود الله.
الصـفة الثانية الوحدانية: أى أن الله لا شريك له فى الألوهية، لا ذاته يشبه ذوات الخلق ولا صفاته تشبه صفات الخلق ولا فعله يشبه فعل الخلق، كما قال تعالى: {لو كان فيهما ءالهةٌ إلا الله لفسدتا}، أى لو كان لهما- أى للسموات والأرض- ءالهةٌ إلا الله لفسدتا أي لما استقرّتا على نظام. و[فى] هنا بمعنى اللام.
الثالثة القدم (بكسر القاف): أى أن الله لا بداية لوجوده.
الرابعة البقاء: أى أن الله لا يطرأ عليه فناءٌ ولا عدمٌ، كما قال تعالى: {هو الأول والآخر}، الأول يعنى الذى لم يسبق وجوده عدمٌ، والآخر معناه الذى لا يطرأ عليه فناءٌ.
الخامسة القيام بالنفس: يعنى أن ربنا عز وجل مستغنٍ عن غيره محتاجٌ إليه كل ما سواه. كما قال ربنا: “فإن الله غنى عن العالمين”.
السادسة القدرة: أى أن الله قادرٌ على كل شىءٍ لا يعجزه شىءٌ، كما قال تعالى: “إن الله على كل شىءٍ قديرٌ”.
السابعة الإرادة: فكل ما شاء الله وجوده لا بد أن يوجد فى الوقت الذى شاء الله وجوده فيه. وكل ما لم يشأ وجوده لا يوجد، كما قال ربنا عز وجل: “وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين”.
الثامنة العلم: فالله لا يخفى عليه شىءٌ، كما قال ربنا: “وأن الله قد أحاط بكل شىءٍ علماً”.
التاسعة السمع: أى أن الله تبارك وتعالى يسمع كل المسموعات من غير أذنٍ ولا ءالةٍ أخرى، ومن غير أن يخفى عليه شىءٌ منها. كما قال تعالى “وهو السميع البصير”.
العاشرة البصر: أى أن الله تبارك وتعالى يرى كل المبصرات (بفتح الصاد) من غير حاجةٍ إلى ضوءٍ ولا حدقةٍ لا يخفى عليه شىءٌ منها كما قال تعالى: “وهو السميع البصير”.
الحادية عشرة الحياة: وهى حياةٌ لا تشبه حياتنا، حياةٌ ليس لها بدايةٌ ولا نهايةٌ. وليست حياة بروحٍ وجسدٍ، إنما هى صفةٌ أزلية أبدية لائقةٌ بالله ليست كحياتنا، كما قال تعالى: “الله لا إلــــه إلا هو الحى القيوم”.
الثانية عشرة الكلام: وهو كما ذكرنا كلامٌ لا يشبه كلامنا، ليس حرفاً ولا صوتاً ولا لغةً كما قال تعالى: “وكلم الله موسى تكليما”.
الصـفة الثالثة عشرة: التنزه عن مشابهة الحوادث أي المخلوقات: الله منزه عن كل ما كان من صفات الحوادث، لأن صفات الحوادث تدل على أنها محتاجةٌ إلى خالقٍ. فلو كان الله موصوفاً بهذه الصـفات لكان محتاجاً إلى خالقٍ، والله منزهٌ عن ذلك. والدليل على ذلك الآية المحكمة الجامعة: “ليس كمثله شىء”.
فائدة: فلما ثبتت الأزلية لذات الله وجب أن تكون صفاته أزليةً لأن حدوث الصـفة يستلزم حدوث الذات.
– الشرح: أن ما كان موصوفاً بصفةٍ حادثةٍ لا بد أن يكون هو حادثاً، لذلك لا يجوز أن يكون الله موصوفاً بصفةٍ حادثةٍ. بعض المشبـهة مثل ابن تيمية من فساد عقولهم يقولون الله يتكلم مثلنا بكلامٍ هو حرفٌ وصوتٌ وهذا كفرٌ لأن فيه تشبيه الله بخلقه. ثم يزيدون على ذلك فيقولون وكلامه أزلى ليس له ابتداءٌ فيناقضون أنفسهم.
هؤلاء كأنهم لا عقول لهم، وذلك لأننا نعرف بالحسّ أن الحرف مخلوقٌ والصوت مخلوقٌ. إذا قلت (بسم) فقد تلفظت بالباء قبل السـين وبالسـين قبل الميم، وما كان كذلك لا شك هو مخلوقٌ. فكيف يقولون بعد هذا إن الله موصوفٌ بالحروف و الأصوات؟ ثم يزيدون فيقولون إنها أزليةٌ لا ابتداء لها!! هذا كلامٌ فاسدٌ متناقض بلا شكٍ. ولما ثبت بالعقل والنقل أن ذات الله تعالى أزلى لا ابتداء له وجب أن تكون صفاته أزليةً لا ابتداء لها.
قال الإمام أبو حنيفة رضى الله عنه فى كتابه الفقه الأكبر: وصفاته تعالى فى الأزل غير محدثةٍ ولا مخلوقةٍ. ومن قال إنها محدثةٌ أو مخلوقةٌ أو وقف فيها أو شك فيها فهو كافرٌ بالله تعالى. إهـ.
قال الإمام احمد الرفاعي رضي الله عنه: غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان.
وقال الإمام ذو النون المصري: مهما تصوّرت ببالك فالله بخلاف ذلك.
وقال الإمام الطحاوي رحمه الله: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر.
وقال الإمام الشافعي: المجسم كافر، نقله السيوطي في الأشباه والنظائر، ومثله قال أحمد بن حنبل: المجسم كافر وإن قال عن الله جسم لا كالأجسام، نقله الحافظ بدر الدين الزركشي في تشنيف المسامع.
وقال الشافعي: من اعتقد أن الله جالس على العرش فهو كافر، نقله ابن المعلم القرشي رحمه الله.