“فَعَّالٌ لما يُريدُ” يعني أن الله يغيّر المخلوقين وفق مشيئته الأزلية التي ‏لا تتغير

Arabic Text By Jun 22, 2016


قال المؤلف رحمه الله: “فَعَّالٌ لما يُريدُ” يعني أن الله يغيّر المخلوقين وفق مشيئته الأزلية التي ‏لا تتغير. فمن اتقى الله فبتوفيقِ الله له. ومن فسق وعصى فبخذلان الله له. وهذا معنى لا حول ‏ولا قوة إلا بالله، أي لا حول عن معصيةِ الله إلا بعصمة الله أي بحفظ الله، ولا قوة على طاعة ‏الله إلا بعون الله على أداء تلك الطاعة‎.‎‏ ‏

وليس العبد في ذلك مجردًا عن المشيئة والإرادة والقدرة، لكن كل ذلك خلقه الله في العبد الذي ‏هو ذاته مخلوق، فبالأولى أن تكون أفعاله كذلك مخلوقة. ‏

والعباد تحت مشيئة الله تبارك وتعالى كما قال سبحانه في الكتاب العزيز: ﴿وما تشاءون إلا أن ‏يشاء الله ربُّ العالمين﴾ [سورة التكوير].‏

قال المؤلف رحمه الله: “قَادِرٌ على ما يشاءُ”، المعنى أن الله تبارك وتعالى له قدرة شاملةٌ ‏يُحدث بها الأشياء، أي يخلق بها الأشياء بعد أن كانت تلك الأشياء معدومة، فلا يُعجزه تعالى ‏شيء ولا هو يحتاج إلى استعانة بغيره، فالله عز وجل كما وصف نفسه في محكم التنزيل: ‏‏﴿وهو على كل شىءٍ قدير﴾ [سورة المائدة]. ولا يلحق قدرتَه تعالى نقصٌ أو ضعفٌ أو عجزٌ، ‏بل قدرته تامة كما قال في القرآن الكريم: ﴿إن الله هو الرَّزَّاقُ ذُو القوَّة المتين﴾ [سورة ‏الذاريات].‏