قال المؤلف رحمه الله: “فَعَّالٌ لما يُريدُ” يعني أن الله يغيّر المخلوقين وفق مشيئته الأزلية التي لا تتغير. فمن اتقى الله فبتوفيقِ الله له. ومن فسق وعصى فبخذلان الله له. وهذا معنى لا حول ولا قوة إلا بالله، أي لا حول عن معصيةِ الله إلا بعصمة الله أي بحفظ الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله على أداء تلك الطاعة.
وليس العبد في ذلك مجردًا عن المشيئة والإرادة والقدرة، لكن كل ذلك خلقه الله في العبد الذي هو ذاته مخلوق، فبالأولى أن تكون أفعاله كذلك مخلوقة.
والعباد تحت مشيئة الله تبارك وتعالى كما قال سبحانه في الكتاب العزيز: ﴿وما تشاءون إلا أن يشاء الله ربُّ العالمين﴾ [سورة التكوير].
قال المؤلف رحمه الله: “قَادِرٌ على ما يشاءُ”، المعنى أن الله تبارك وتعالى له قدرة شاملةٌ يُحدث بها الأشياء، أي يخلق بها الأشياء بعد أن كانت تلك الأشياء معدومة، فلا يُعجزه تعالى شيء ولا هو يحتاج إلى استعانة بغيره، فالله عز وجل كما وصف نفسه في محكم التنزيل: ﴿وهو على كل شىءٍ قدير﴾ [سورة المائدة]. ولا يلحق قدرتَه تعالى نقصٌ أو ضعفٌ أو عجزٌ، بل قدرته تامة كما قال في القرآن الكريم: ﴿إن الله هو الرَّزَّاقُ ذُو القوَّة المتين﴾ [سورة الذاريات].