ن الله تعالى خلق كل شيء من الماء”.

Arabic Text By Jun 22, 2016


أول مخلوقات الله تعالی هو الماء ومن الماء خلق الله العرش قبل كل شيء.

الله خلق العرش اظهارا لقدرته. الله لا يجوز عليه الجلوس علی العرش كما لا يجوز في حقه سائر صفات المخلوقين كالتحيز في جهة من الجهات ولا في كل الجهات. الله موجود بلا مكان.

ثم خلق الله تعالى بعد العرش القلم الأعلى واللوح المحفوظ. هؤلاء أول ما خلق الله. هذا الذي يفهم من حديث رسول الله الصحيح الثابت الذي رواه البخاري وابن الجارود والبيهقي وغيرهم لما سئل النبي عن أول العالم قال “كان الله ولم يكن شيء غيره” رواه البخاري. أي ان الله تعالى موجود بلا بداية. “وكان عرشه على الماء” أي خلق العرش على الماء. قال عليه السلام: “وكتب في الذكر كل شيء” أي أن الله خلق القلم الأعلى واللوح المحفوظ فكتب في اللوح كل شيء، اي ما يحصل في الدنيا تفصيلا وما يحصل في الاخرة اجمالا.

هذا الحديث رواه عن رسول الله عمران بن الحصين رضي الله عنه. وأبو هريرة روى أن الرسول عليه السلام قال: “إن الله تعالى خلق كل شيء من الماء”.

يوجد تحت العرش الى الآن ماء منه ينزل ماء المطر. هذا الماء هو أصل العالم. هذا الحديث الصحيح الذي أثبته علماء الحديث. أما ما يروى أن الرسول قال لجابر بن عبد الله أول ما خلق الله تعالى نور نبيك يا جابر، هذا الحديث ليس له إسناد وإن كان ذكره بعض المتأخرين من المؤلفين، لكن ليس له إسناد. ذكره القسطلاني والشيخ يوسف النبهاني.

وأما السيوطي رحمه الله قال ليس ثابتا. إنما الرسول هو أفضل خلق الله على الإطلاق، فيكفي هذا تعظيما له. أما أنه أول خلق الله، فهذا ليس مدحا له، ما فيه مدح، إنما الفضل أنه أفضل خلق الله. الله تعالى قال لرسول الله: “قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ”. الله ورسوله لا يحب الغلو، أي تعدي القدر الذي ورد في دينه الى غيره، مجاوزة الوارد في نصوص الشرع، الله تعالى لا يحب ذلك ولا رسوله.

هو رسول الله قال: “لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم، أنا عبد الله ورسوله، قولوا عبد الله ورسوله”.  معناه لا ترفعوني فوق منزلتي كما رفعت النصارى المسيح فوق منزلته. بعض المداحين غلوا فوصفوا رسول الله بأنه هو أصل العالم، قالوا من نوره الله خلق العالم، هذا غلو لا يحبه الله تعالى ولا يرضاه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.