من إرث الرحمة من علم الفقيه الحافظ الشيخ عبد الله الهرري، قال ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: اعلم أن الله وصف نفسه بأن له الأسماء الدالة على الكمال فقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَللهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ﴾ [سورة الأعراف/180]، والحسنى أي الدالة على الكمال، فلا يجوز أن يكون اسم من أسماء الله تعالى دالاً على خلاف الكمال، فلذلك لا يجوز تسمية الله بـ”ءاه” لأنه يدل على العجز والشكاية والتوجع، وما كان كذلك يستحيل أن يكون اسمًا لله تعالى.
قال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في “شرح القاموس” بعد أن عَدَّ من ألفاظ الأنين: “أوَّه، وءاهِ، وأوّهِ، وأوّ، وءَاوُوه، وءاهٍ، وأَوّتاه، وءاويّاه”، ثم قال: “فهن اثنتان وعشرون لغة، كل ذلك كلمة تقال عند الشكاية أو التوجع والتحزن”.اهـ.
ولم يرد في حديث صحيح ولا حسن أن ءاه اسم من أسماء الله تعالى، وإنما الذي ورد ما رواه الديلمي في “مسند الفردوس” والرافعي في “تاريخ قزوين” أن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا مريض يئن فقلنا له: اسكت فقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي: “دعوه يئن، فإن الأنين اسم من أسماء الله تعالى يستريح إليه العليل”، وهو حديث موضوع أي مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حكم بوضعه الحافظ أحمد بن الصديق الغُماري في كتابه “المغير على الجامع الصغير” فقال ما نصه: “أخرجه أيضًا الديلمي من طريق الطبراني وفيه محمد بن أيوب بن سويد الرملي وهو متهم بوضع الحديث” اهـ، وأفرد له رسالة مستقلة في بيان وضعه.
وقال الحافظ الغماري في كتابه “المداوي لعلل المناوي” ما نصه: “محمد بن أيوب بن سويد قال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به يروي عن أبيه الأشياء الموضوعة (أي المكذوبة) كان أبو زرعة يقول: رأيته أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة بخط طري وكان يحدث بها اهـ، فالحديث موضوع” انتهى كلام الغماري.
وقال المناوي في شرح الجامع الصغير ما نصه: “لكن هذا لم يرد في حديث صحيح ولا حسن، وأسماؤه تعالى توقيفية”.اهـ.