“من وسّع على عياله في يوم عاشوراء، وسع الله عليه في سنته كلها”

Arabic Text By Jun 22, 2016

تذكروا صيام عاشوراء واليوم الذي بعده، ففي مسلم‎ ‎أن رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم قال: “هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبِ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَأَنَا صَائِمٌ، ‏فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِر”. ‏

وفي مسلم كذلك عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: وَسُئِلَ – ‏أي رسول الله – عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ فَقَالَ: “يُكَفِّرُ السَّنَةَ ‏الْمَاضِيةَ”. وفي لفظ: “وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَىَ اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ ‏السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ”.اهـ

ويسن أيضاً صيام تاسوعاء، وهو تاسع المحرم لقوله صلى الله عليه وسلم: “لَئِنْ بَقِيتُ ‏إِلَىَ قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ ” رواه مسلم، ولكن مات رسول الله قبل ‏ذلك.‏

وقال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم ‏التاسع والعاشر جميعًا لأن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صام العاشر ‏ونوى صيام التاسع. ‏

قال بعض العلماء: ولعل السبب في صوم التاسع مع العاشر أن لا ‏يتشبه باليهود في إفراد العاشر. وقال بعضهم: وحكمة صوم يوم ‏تاسوعاء مع عاشوراء الاحتياط لصيام عاشوراء لاحتمال الغلط في ‏أول شهر محرّم ولمخالفة اليهود فإنهم يصومون العاشر، وللاحترازُ ‏من إفراده بالصوم كما في يوم الجمعة، فإن لم يصم معه تاسوعاء سُنّ ‏أن يصومَ معه الحادي عشر بل نصّ الشافعيُ في الأم والإملاء على ‏صوم الثلاثة.‏

ويستفاد من صوم النبي ليوم عاشوراء جوازُ فعلِ الشُّكرِ لله على مَا مَنّ ‏به في يومٍ مُعيّنٍ من إسداءِ نِعمَةٍ أو دَفْعِ نِقمَةٍ، ويُعاد ذلك في نظير ذلك ‏اليوم من كل سنة ويكون ذلك حسب ما تقرره القواعد الشرعية.‏

ويُستفاد منه أيضاً مشروعية مخالفة اليهود وعدم التشبه بهم وبسائر ‏الكفار في ما هم يختصون به، ولذلك قال الرسول: “لَئِنْ بَقِيتُ إِلَىَ قَابِلٍ ‏لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ”، فالرسول يعلمنا أن نخالف الكفار وأن لا نتشبه بهم.‏

وأما صيام الرسول لهذا اليوم مع أن اليهود كانوا يصومونه فقد فسّرَهُ ‏الرسول بقوله: “نحن أَولى بموسى منكم” وهذا بوحي من الله تعالى، ‏فصامه شكرًا لله على نعمة نجاة سيدنا موسى على نبينا وعليه الصلاة ‏والسلام.‏

وأما حديث “من وسّع على عياله في يوم عاشوراء، وسع الله عليه في سنته كلها” فقد رواه الطبراني في اﻷوسط والبيهقي في الشعب من حديث جابر وقال: أسانيده كلها ضعيفة ولكن إذا ضم بعضها إلى بعض أفاد قوة، ذكره في اﻷمالي المطلقة للحافظ ابن حجر العسقﻻني رحمه الله.