ﻣﻦ ﺇﺭﺙ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻣﻦ علم ﺷﻴﺨﻨﺎ الفقيه الحافظ الأصولي ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻬﺮﺭﻱ قال رحمه الله:
وهكَذا كثيرٌ مِن أنبياءِ الله وأولياءِ الله يُصَابُونَ بمصَائبَ لا جَزاءَ لهم على ذنُوبٍ بل لرَفْع الدَّرجَات
أمّا أغلَبُ البشَرِ وهُم الكفّار،أغلَبُ البشَر كفّار والمسلمونَ أغلَبُهم أهلُ الكبائر ،أغلبُ المسلمينَ لا يَخلُونَ مِن كبائرِ الذّنُوب،المصائبُ التي تُصيبُهم جزاءً لهم على أعمالهم ثم يَنتَفِعُونَ بها بالنّسبة لآخِرتهم،
المسلمُ الذي يُصابُ بمصيبةٍ ويَرضى بقضاءِ اللهِ ولا يتَسخَّط على ربّه يُخفَّف عنه بهذه المصَائب ذنوب، وإنْ كانَت هذه المصائبُ مِن نَوع القَتل فإنّهُ يَكسب بها الشّهادة وإنْ كانَت مما دونَ القَتل مِن جُروح وتلَف أموالٍ فإنهم تُمحَى عنهُم سيّئات أي ذنوبٌ وتُرفَعُ لهم درَجات،
وقَد صحَّ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “إنّ مِنَ الصّالحِينَ مَن فرَحُهُم بالبَلاءِ أشَدُّ مِن فرَحِ الناسِ بالعَطَاء”
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” فوَ الذي نَفسِي بيَده لقَد كانُوا يَفرَحُونَ بالبَلاء كما يفرَحُونَ بالرَّخاء”رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة)
مِن شِدّةِ ما تمكّنَ في نفُوسِهم الرّضَى عن الله يَفرَحُونَ بالبَلاء أكثرَ مما يَفرَحُ الناس بالعَطاء،لأنّ هؤلاء مِنَ الذينَ قال اللهُ فيهم “ورَضُوا عنهُ” “رضيَ اللهُ عنهُم ورَضُوا عنهُ” معناه يُسَلّمُونَ للهِ تَسلِيمًا كاملا،مهما أصَابهم منَ المصَائب فإنهم لا يخرُجون عن الرّضَى عن الله ،
الرّضَى عن اللهِ مَرتبَةٌ عالِيَة لا يصِلُ إليها إلا القَليل مِن عبادِه.