سؤال: نريد شرحاً موجزاً لكلمة الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن”.
الجواب: معناها أنّ كلّ ما أراد اللهُ تعالى وجودَه فإنه لا بدّ أن يُوجَد في الوقت الذي شاء اللهُ وجودَه فيه، سواء في ذلك الخير والشر، والطاعة والمعصية، والإيمان والكفر. كلّ ذلك خلقه الله تعالى وعلم به قبل حصوله وأراد حصوله ممن حصل منه وقدّره عليه وأقدره عليه. وأقدره عليه بمعنى أعطاه الاستطاعة وخلق فيه القدرة على فعل ما يفعل. والخلق لله وحده لا شريك له.
وما لم يُرد اللهُ تعالى وجودَه فإنه لا يدخل في الوجود، أي لا يوجَد ولا يكون.
ومشيئة الله أزلية أبدية لا تتغيّر. وهذا اللفظ المذكور مأخوذ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. روى أبو داود في سننه أنه صلَّى الله عليه وسلَّم علّم بعض بناته: “ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن”.
والمشيئة أي الإرادة هي تخصيص الممكنات ببعض ما يجوز عليها دون بعض، كالبياض دون السواد، والكرم دون البخل.
سؤال: ما هي الممكنات؟
الجواب: الحكم العقلي ينقسم إلى ثلاثة: الوجوب والاستحالة والجواز.
الواجب العقلي: ما لا يُتصوّر في العقل عدمُه، وهو الله تعالى وصفاته. الله ثابت الوجود بلا شك. الله يستحيل عدمه وتغيّره، كذلك صفاته تعالى لا تتغيّر.
والمستحيل العقلي: ما لا يُتصور في العقل وجوده. الله منزه عن الشريك وعن الوالد والولد. الله منزه عن المكان والكيفية، وعن الحركة والسكون. الله منزه عن الظلم. الله منزه عن صفات المخلوقين. هذا كله مستحيل عقلي في حق الله تعالى.
والجائز العقلي اي الممكن العقلي هو ما يُتصور في العقل وجودُه تارة وعدمُه تارة أخرى. كل المخلوقات حكمها أنها من الممكنات العقلية، أي الجائزات العقلية. من حيث الأصل كلها كذلك. ارجو الدعاء.