المؤمن المسلم هو من آمن بالله تعالى وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير أن يحصل منه ما يناقض هذا الاعتقاد سواء بلسانه أو في قلبه أو بفعل من أفعاله.
فإن حصل منه واحد من الأشياء التي هي نواقض الإسلام مما يضادّ ما جاء في القرآن أو عن النبي في الاعتقاد أو في أحكام الشريعة المشهورة، فهذا لا يعدّ من جملة المسلمين ويقال له شرعاً مرتد، أي حصلت منه ردة.
ومن جملة المرتدين من كذّب شيئاً من كتاب الله تعالى، كمن أنكر خلق الله تعالى لكلّ شيء، هذا يكون مرتداً لأنه كذّب قول الله تعالى: “قل الله خالق كل شيء” (الرعد، 16) وكثيراً غيرها من الآيات والأحاديث التي تنص على انفراد الله بالخالقية، فمن جعل الإنسان خالقاً لأفعاله فهو مشرك بربّه فلذلك استحق اسم الكفر.
وليس معنى القدر ما توهّمه بعض الناس من الإجبار للعبد من غير أن يكون له اختيار، فقوله تعالى: “لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت” (البقرة، 286) يدلّ على الكسب لا على أن العبد يخلق أفعاله، فالكسب لغة وشرعاً لا يقال له خلق. الخلق هنا المقصود به الإبراز من العدم إلى الوجود، وهذا خاص بالله تعالى.
فمن جعل شيئا من المخلوقات سواء الأعيان كالجمادات وغيرها من الأجسام اللطيفة كالريح والروح، أو الأفعال سواء فعل الإنسان العاقل أو المجنون أو فعل البهيمة أو حتى حركة الشجر، بغير خلق الله تعالى فهذا مشرك بالله تعالى، ليس مسلماً ولا مؤمناً.
قال الحافظ الخطابي في معالم السنن: “يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر يستلزم الجبر وقهر العبد، وليس كذلك، وإنما معناه الإخبار عن إثبات علم الله بما يكون من أفعال العباد وصدورها عن تقدير سابق منه (تعالى)”، مع ملاحظة أن تقدير الله أزلي وعلمه تعالى أزلي لا يتغيران، وكذلك سائر صفاته سبحانه.
وحين نقول ذلك فهذا اعتقاد أهل الإسلام وما خالفه فهو اعتقاد أهل الشرك والعياذ بالله تعالى، وهذا هو الحق، ليس في ذلك تكفير لأيّ مسلم مؤمن بالله تعالى الذي هو خالق كل شيء سبحانه ليس كمثله شيء.
وفق الله كاتبه وناشره وعافانا وختم لنا ولمن قال آمين بخير، آمين.
أخي كن ناشرًا لعلم أهل السنة لوجه الله تعالى بنية العتق من النار ولا تدع الخير يقف عندك.