وله الغِنى” أي لله تعالى القيامُ بنفسه، معناه لا يحتاج إلى غيره

Arabic Text By Jun 21, 2016


قال مؤلف العقيدة المرشدة رحمه الله: “وله الغِنى” أي لله تعالى القيامُ بنفسه، معناه لا يحتاج إلى غيره، لا إلى عرش ولا إلى سماء ولا إلى غيرهما جلّ وعزّ. وهو الغنيُّ كما سمى نفسه في القرآن. وورد ذكر الغنيّ في حديث ذكر تسعة وتسعين اسمًا من أسماء الله رواه ابن حبان والترمذي والبيهقي وغيرهم. قال الزجاجي: فليس الغنيّ على الحقيقة غير الله (أي إلا الله) لأنه الغنيّ في الحقيقة عن جميع الأشياء وكلنا إليه مفتقر محتاج.ا.هـ. أي كل المخلوقات مفتقرة في أصل وجودها إلى الله. الله تعالى غنيّ كذلك عن المكان والكيفية لأنهما من صفات المخلوق، والخالق لا يشبه المخلوق في أي وجه من الوجوه، لأنه لو أشبهه من وجه لكان الخالق مخلوقاً من ذلك الوجه، وهذا تناقض مستحيل لا يقبله العقل.

قال رحمه الله: “وله العِزُّ” أي أنه سبحانه عزيز كما قال تعالى: ﴿والله عزيزٌ ذو انتقام﴾ [سورة ءال عمران] قال الحليمي: ومعناه الذي لا يوصل إليه (لاستحالة المكان عليه) ولا يمكن إدخال مكروه عليه. وقال الخطابي: العزيز هو الذي لا يُغلب، ذكره الحافظ البيهقي. وقال الزجاجي إن العزيز أي الذي لا مثيل له سبحانه، والعزيز أي الغالب القاهر، والعزيز أي القويّ، والعزيز أي الجليل.

قال رحمه الله: “والبَقَاءُ” أي أن الله تعالى موصوف بالبقاء وهو استمرار الوجود بلا طروء فناء. وبقاؤه تعالى واجب له عقلاً لا يجوز في العقل خلاف ذلك من العدم أو التغيّر، لأن الله تعالى ليس جسماً، ولا باقي بهذا المعنى إلا الله. وأما الجنة والنار فمن حيث ذاتهما يجوز عليهما الفناء عقلًا لأنهما مخلوقتان لله تعالى، لكنهما باقيتان بإبقاء الله لهما، أي لأن الله شاء لهما البقاء بلا نهاية، ولكن لهما بداية لأنهما مخلوقتان. أما بقاء الله تعالى فهو ذاتيٌّ، معناه ليس شيء أوجب لله تعالى البقاء ولكن البقاء صفة لله تعالى أزلية أبدية. ويلزم من بقاء الله بقاء صفاته من قدرة وعلم وسمع وبصر ومشيئة وغير ذلك من الصفات الثلاث عشرة الواجب معرفتها على كل مكلف، وكلها أزلية أبدية.