إنَّ الله موجودٌ (بلا كيف ولا مكان)، حيّ (بلا عظم ولا دم ولا ‏روح)، قادر (لا يُعجزه شيء)

Arabic Text By Jun 21, 2016


قال الإمام أبو القاسم سلمان بن ناصر الأنصاري النيسابوري توفي سنة 512 ‏للهجرة رحمه الله تعالى: “إذا أحاط العاقل بحدَث العالَم (أي مخلوقيته) ‏واستبان (أي ظهر) له (أي للإنسان) أنَّ له (أي للعالم) صانعًا مختارًا، فتعيّن ‏‏(على العاقل المكلف) بعد ذلك النظر في ثلاثة أصول (من علم العقيدة ‏والتوحيد): أحدُها يشتمل على ذكر ما يجب لله من صفات، والثاني يشتمل ‏على ذكر ما يستحيل عليه (سبحانه). والثالث ينطوي على ذكر ما يجوز من ‏أحكامه تعالى.

قال الأستاذ أبو إسحاق (الأسفرايني الشافعي الأشعري توفي سنة 418 هـ. ‏وهو من الأكابر بين الأكابر) رضي الله عنه: قال أهل الحق (أهل السنة ‏والجماعة): إنَّ الله موجودٌ (بلا كيف ولا مكان)، حيّ (بلا عظم ولا دم ولا ‏روح)، قادر (لا يُعجزه شيء)، عالِم (لا تخفى عليه خافية)، مُريد (ما شاء الله ‏كان، وما لم يشأ لم يكن)، سميع (بلا أذن ولا جارحة)، بصير (بلا حدقة ولا ‏جارحة)، متكلم (بلا حرف ولا صوت ولا لغة)، ليس بجسم (من قال الله جسم ‏فهو كافر، قاله الشافعي وغيره) ولا جوهر (وهو أي الجوهر أصغر المخلوقات ومنه تركب الأجسام). ولا ‏يشغل حيّزًا (أي أن الله منزه عن المكان والجهة)، وليس له حدّ (أي منزه عن الحجم ‏والمقدار والمسافات)، ولا جانب (الجوانب والأركان والحدود من صفة ‏المخلوق). ولا يجوز عليه المجاورة والمحاذاة (لأنه تعالى ليس جسماً ولا ‏حجماً، فلا تجوز عليه كلّ صفات الأجسام والأحجام)، ولا يُتصوّر في الوهم ‏‏(ليس كمثله شيء)، وليس هو من قبيل الأعراض (والعَرَض بفتحتين صفة ‏الجسم). لم يزل (في الأزل قبل كل شيء) ولا يزال بهذه الأوصاف (التي لا ‏تشبه أوصاف المخلوقات)، ولا يتغيّر عنها (لأن المتغيّر مخلوق)، ولا شيء ‏يشاركه فيها (لتنزهه عن الشريك والمثيل، فمن زعم أن سيدنا محمداً يعلم كلّ ‏الغيب فهو مشرك لأن علم الغيب كلّه ليس إلا لله تعالى وحده لا شريك ‏له)”.ا.هـ.