سؤال: لماذا يجب شرعاً التحذير من الضالين ولو زعم بعضهم أنهم مشايخ أو دعاة عصريون؟

Arabic Text By Jun 21, 2016


سؤال: لماذا يجب شرعاً التحذير من الضالين ولو زعم بعضهم أنهم مشايخ أو دعاة عصريون؟

الجواب: لأنهم يعلمون الناس الفساد والضلال والجهل، ولأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة واجبة في دين الإسلام.

قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وتؤمنون بالله} (آل عمران، 110).

وروى مسلمٌ في صحيحه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: “من رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعفُ الإيمان”.

الشرعُ الكريم أمرنا بالأمرِ بالمعروف والنهي عن المُنكر وبإبطالِ الباطل وإحقاقِ الحق، وتركُ ذلك موجبٌ للعقاب لأن ذلك مما أمر الله به كما أمر بالصلاة والصيام والزكاة والحج.

وقد كثُر المفتون اليوم في الدين بفتاوى ما أنزلَ اللهُ بها من سلطان وزاد الانحراف إلى حدٍ بعيد ففسد كثيرون وأفسدوا ولا سيما من خلال الفضائيات والانترنت، من خلال نشر عقائد خبيثة فاسدة كاسدة لأمثال ابن تيمية وما جرّه فكره الضال وفكر أتباعه الذين يسمون أنفسهم سلفية وهم مشبهة ضالة، لذلك كانَ من الواجب التحذيرُ من أهلِ الضلال الذين ينتسبون إلى الإسلام حتى يحذَرَهُم الناس. ولو اشتغل المشايخ بما أوجب الله من التحذير من ابن تيمية لما انتشر فكره الى هذا الحد من القتل والخراب في أنحاء الدنيا بما جرّه من البلاء والويلات على المسلمين وعلى غير المسلمين.

وجاء في حديثٍ رواهُ البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “حتى متى ترعون عن ذكرِ الفاجر هتكوه حتى يحذره الناس” رواه الحافظ الهيثمي.

وأما عن توحيد الصف فنقول إن ذلك يكونُ بين المؤمنين وليس بين المؤمنين والضالين المجسمة أتباع ابن تيمية، فإن ذلك يوهمُ الناس أن الباطل حق، وذلك فاسد شرعاً.

وقد ثبت في الحديثِ الذي رواه مسلم أن النبي حذّر ممّن غش الناس في الطعام فقال صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”، معناه ليس على نهجنا وطريقتنا، فكيف بمن يغش الناس في أمر الدين؟! هذا أولى بأن يحذّر منه وهو واجب شرعي عظيم وأجره كبير لمن قام بحقه كما أمر الله وكما يحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.