دعاء قبل النوم: “اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ”. رواه مسلم
وَمَعْنَى قوْلِهِ صلى الله عليه وسلم في الحديث: “أَنْتَ الأَوَّلُ” أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ لاَ ابْتِدَاءَ لِوُجُودِهِ، وَلاَ شَىءَ لاَ ابْتِدَاءَ لِوُجُودِهِ إِلاَّ اللهُ، والله خالق كل شيء.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ: “أَنْتَ الآخِرُ” أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ لاَ نِهَايَةَ لِوُجُودِهِ، باق لا يفنى ولا يتغيّر ولا تتغيّر صفاته لأنها كلها صفات كمال وجلال.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ “وَأَنْتَ الظَّاهِرُ” أَنَّ كُلَّ شَىءٍ يَدُلُّ عَلَى وُجُودِ اللهِ.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ “وَأَنْتَ الْبَاطِنُ” أَنَّ اللهَ احْتَجَبَ عَنِ الأَوْهَامِ فَلاَ تُدْرِكُهُ. مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك.
فالله تعالى ظاهر بآياته باطن بذاته، معناه أن كل شيء يدلّ على وجوده تعالى، وأفكار العباد لا تحيط به سبحانه.
وَقَدِ اسْتَدَلَّ أكابر من علماء أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَىءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَىءٌ” على أَنَّ اللهَ مَوْجُودٌ بِلاَ مَكَانٍ، قاله الإمام البيهقي رحمه الله.