سؤال: ما هي خيرُ الوصايا في هذه الحياة الدنيا؟
الجواب: خَيرُ الوَصايا هي الوصيةُ بتَقوى اللهِ عزَّ وجَلَّ أي الخوف من الله تعالى، وهذا معناه أداءُ الواجِباتِ واجتِنابُ المحرَّماتِ، هذا هو ما يَنفَعُ في الآخِرَة، قالَ رَبُّنا سبحانَهُ: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (البقرة، 197). الدُنيا نَعيمُها كلا شَيءٍ بالنسبة إلى نَعيمِ الآخِرَة، والعذابُ في الدنيا كلا عَذَاب بالنِسبةِ إلى عذابِ الآخِرَةِ نسأل الله السلامة.
ولِكَي يَتَقِيَ اللهَ تعالى، فالإنسانُ عليه أن يَتَعَلَّمَ ما فَرض اللهُ عليهِ وما حَرَّم من ثقة عارف تعلم هو كذلك من ثقة عارف، وأن يُطَبِّقَ ما تَعلَّمَهُ على الوَجهِ الصحيح. هذا هو طريق الزهد الصحيح. هذا هو طريق التصوف الصحيح عند أهل السنة والجماعة. هذا هو طريق ساداتنا الرفاعي والجيلاني والبدوي والشاذلي والدسوقي والمشايخ الأكابر رضي الله عنهم. ليس لهم طريق سواه.
ليس التصوّف الحقيقي بمجرد التخفيف من الطعام والشراب وحمل السّبحة مع الجهل بعلم العقيدة والأحكام الضرورية الواجب على كلّ مسلم تعلمها، هذا ليس تصوفاً، ولو كان أبوه شيخ المشايخ لا بدّ للولد من التعلم ولا تغنيه مجرد النسبة الى الطريقة الصوفية، والذي يرفع المرء المسلم دنيا وآخرة هو التقوى.
قالَ سيِّدُنا أَحمَدُ الرِّفاعِيُّ رَضِيَ اللهُ عنهُ: “طَريقُنا عِلمٌ وعَمَل”. مِن دُونِ عِلمٍ كَيفَ يَعرِفُ الإنسانُ الواجِباتِ ليُؤَدِيَها، وكَيفَ يَجتَنِبُ المحرماتِ إن لم يَتعلَّمْ ما هِيَ المحرَّماتُ؟! فالمقصودُ مِنَ العِلم الديني هُوَ العَمَلُ به، ويَنبَغِي للعاقل تَركُ الكلامِ الذي لا خَيرَ فيهِ، وأن يُكثِرَ الشخص مِن ذِكرِ اللهِ، فَبِذِكْرِ اللهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ وترتاح. وقَد ثَبَتَ عن النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أنه كانَ يُكثِرُ من ذكر الله.
كثير من الناس يقعون في المهالك بسبب كثرة القيل والقال ولا سيما مع ظهور الفايسبوك والواتس أب وشبه ذلك يستعملونها للتلهّي بلا أدنى فائدة، بل كثيراً ما ينضرون بسبب ذلك، تراهم يضيعون أنفاسهم وأوقاتهم بلا طائل سوى ما يكون كثير منه مجلبة للضغائن والأحقاد والغيبة والنميمة والعياذ بالله تعالى. أرجو الدعاء لكاتبه.