ليُعلم أن الرجل الصالح لا يشتغل بالسّحر. رجل الطريقة الصحيحة لا يشتغل بالسّحر ولا بالاستخبار من طريق الجنّ بطرق فاسدة لا يقبلها الشرع، فمن هذا الذي يعرف يقيناً أن هذا الجنيّ أو ذاك تقيّ أو أنه لا يكذب؟!. ورجل الطريقة لا يكون متعلق القلب بالنساء يصافحهن بلا حائل كما يفعل بعض من يدّعي التصوف. ولا يكون متعلق القلب بالمال ولا بالدنيا. رجل الطريقة يكون قلبه متعلقاً بالآخرة، جعل الله كاتبها وناشرها منهم ومعهم في الدنيا والآخرة. فاحذروا إخواني أمثال كل هؤلاء، مع تحسين الظن ما كان هناك مجال لتحسين الظن بعباد الله.
بعض السحرة يوهمون العوامّ بلباسهم وطريقة كلامهم أنهم مشايخ صوفية، يخلطون كلامهم ببعض آيات القرآن أو أسماء الله الحسنى ليوهموا السامع أنهم يشتغلون بأسرار بعض الآيات الكريمة أو خواص الأسماء المباركة التي يعرفها بعض أهل الله وخاصته من أهل القرآن، وفي الحقيقة هم سحرة وليسوا مشايخ ولا صالحين.
السحر مِن كبائِرِ الذنوب مِن السَبعِ الموبقاتِ التي ذكَرَها رَسولُ اللهِ صلّى اللهُ عَليهِ وَسَلًمَ في حديثِهِ. والسحر هو مُزاوَلةُ أفعالٍ وأقوالٍ خبيثةٍ، وهو أنواع.
فمن السحر ما يَجُرُّ إِلى عَمَلٍ كُفريٍ ومِنهُ ما يَجُرُّ إلى كُفرٍ قوليٍ، فالأوّلُ كالسُّجودِ للشمسِ أو السُّجودِ لإبليسَ، كلا الأمرين كفر. ما يَجُرُّ إلى الكُفرِ أو لا يَحصُلُ إلا بِالكفرِ فَهو كفرٌ. وأما ما لا يُحوِجُ إلى الكُفرِ من أعمال السحر فهوَ من الذنوب الكبائر.
وقد أطلقَ بَعضُ العُلماءِ تحريمَ تَعلّمِهِ. وتحريم عمل السحر مُتّفَقٌ عَليهِ ومَن استَحَلَّ عَمَلَ السِحرِ كفرَ.
وأمّا قولُ بَعضِ الناسِ إنَّ رَسولَ اللهِ قالَ: “تعلّموا السّحرَ ولا تعمَلوا بهِ” فهذا كذِبٌ على رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
والسِحرُ سواءٌ كانَ للمَحبَّةِ حتى يُحِبَّ هذا هذِهِ أو هذِهِ هذا، أو للتبغيضِ حتى يَكرَهَ هذا هذِهِ أو هذِهِ هذا، فهو حَرامٌ. والسحر كله حرام سواء قيل له سحر أبيض أو سحر أسود أو غير ذلك من أصنافه، كله حرام.
كَذلِكَ السِحرُ لإمراضِ الشخصِ حتى يُجَنَّ أو نحوِ ذلِكَ حَرامٌ أيضاً. والذي يَنفي وُجودَ السِحرِ، يقول مثلاً السّحر غير موجود، فقد كفر لأنه كذَّبَ القرآنَ. السحر موجود وهو حرام. والسحرة كذلك موجودون والعياذ بالله تعالى من شرورهم. أرجو نشره والدعاء لكاتبه