نقلاً عن الشيخ الدكتور نبيل الشريف نفعنا الله، ارجو الدعاء.
النية لله
التحذير من أهل الضلال واجب ديني
بيان حال الشيخ محمد راتب النابلسي.
هذا الرجل يحاول في الكثير من محاضراته مداهنة الوهابية التي تدّعي زوراً انها سلفية، فإذا سئل عن الذكر جماعة مثلاً أو غير ذلك مما يردّه الوهابية ويطعنون فيه، تراه يجيب بما يوافق آراءهم الشاذة ويغمز من قناة الصوفية يحاول الطعن بها ودوماً يذكُر كلمة “اتّباع الكتاب والسنة” بطريقة توهم السامع أو القارئ أن التصوف انحراف عن الكتاب والسنة.
وفي الاعتقاد هو معتزلي محرّف لكتاب الله تعالى، يردّ ما أجمع عليه المفسرون من أن الضمير في الفعل “يشاء” في مثل آيات الرعد والنحل وفاطر الآتية، يعود إلى الله وليس إلى العبد، هذا قول أهل السنة. هو يعكس إجماع المسلمين فيجعل مشيئة الله تابعة لمشيئة العبد، مع أن السياق القرآني يدل بوضوح على أن الهدى والإضلال بيد الله كما قال سيدنا موسى في ما حكاه الله تعالى عنه في سورة الأعراف: “إِنْ هِيَ إِلا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهدِي مَن تَشَاءُ” (155)، وهذه الآية ترد كلام النابلسي الذي يحرّف كتاب الله ويروّج لعقيدة المعتزلة الذين شبّههم النبيّ عليه الصلاة والسلام بالمجوس.
وهذه الآية التي في سورة الأعراف تفسّر ما قال الله تعالى في سورة الرعد: “قُل إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهدِي إِلَيهِ مَن أَنَابَ” (27)، وفي سورة النحل: “وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهدِي مَن يَشَاءُ” (93) وفي سورة فاطر: “فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهدِي مَن يَشَاءُ” (8).
هذه الآيات وغيرها الكثير من آيات الله تعالى تدلّ على أن الهداية بمعني خلق الهدى في قلوب المؤمنين، والإضلال بمعنى خلق الضلالة في قلوب الكفار، لله تعالى وحده لا شريك له بدليل قول الله تعالى: “قل الله خالقُ كلّ شىء” (الرعد، 16)، وبدليل ما حكاه الله تعالى عن سيدنا موسى عليه السلام في آية الأعراف السابق ذكرها.
فإذا عرفت ذلك يا أخي، عرفت أن الشيخ محمد راتب النابلسي يخالف القرآن الكريم ويناقض كتاب الله لأن هذا المنحرف يجعل للعبد مشيئة حرة في الهداية والضلال ويحرّف تفسير كتاب الله كذلك، فهو يقول في صفحته الرسمية في الاستدلال على استقلال مشيئة الإنسان وأن العبد بيده الهداية والضلال لا بيد الله، ما نصه من كلامه: “﴿ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ (93، سورة النحل). أولاً: ببساطة ما بعدها بساطة يمكن أن يعود الفاعل في الفعل (يشاء) على الإنسان، فمَن شاء الضلالة يسمح الله له أن يكون ضالاً لأنه مخير (يعني الإنسان)، ومن شاء الهدى يعينه الله على الهدى لأنه مخير (يعني الإنسان كذلك)، فيعينه على الهدى” انتهى.
وهذا كلام غاية في الخبث، في العقيدة خصوصاً، لأدلة عدة منها:
1 – أن النابلسي يجعل مشيئة الله تابعة لمشيئة العبد بدليل قوله “يسمح الله له أن يكون ضالاً”، وهذا انحراف عقائدي خطير وتكذيب لقول الله تعالى: “وما تشاؤون إلا أن يشاء الله” (الإنسان، 30) ومعنى الآية أن مشيئة الله هي الغالبة وأن مشيئة العبد تبع لمشيئة الله، وليس العكس كما يقول هذا المعتزلي المحرّف.
2 – كلام النابلسي هذا غاية في قلة الأدب مع الله عز وجل. نعوذ بالله كيف يجرؤ هذا الرجل على قلة الأدب هذه، يجعل مشيئة الله تعالى تابعة لمشيئة الكفار خصوصاً. عجيب كيف يجرؤ النابلسي على ذلك. هذا المدّعي يجعل مشيئة ربّ العالمين تابعة لمشيئة الكافر، وهذا ضلال واضح.
3 – ثم قول النابلسي عن الله “يسمح له أن يكون ضالاً” هذه الكلمة وحدها كفر وضلال لأنها تعني أن الكفر مسموح به، وهذا عكس ما جاء في كتاب الله وسنة النبيّ، فإنْ كان الكفر مما يَسمح به الله تعالى، فما هو الذي لا يسمح به سبحانه؟؟ فعلى هذا القياس الزنى والربا والشرك والسرقة كل ذلك الله يسمح به لمن يفعله.. وأي كفر أشد من هذا الكفر.
4 – فالخلاصة أن هذا الرجل مخلّط ما بين معتزلي ووهابي، فإن أراد أن يروّج لضلاله استعمل اسم الشيخ عبد الغني النابلسي الذي كان من الصوفية، يقول “هذا جدي” للتمويه ليس إلا، فلا عبرة بهذا النابلسي الدجال ولا بآرائه الشاذة.
5 – ثم هذا الرجل ليس له إجازة في علم الشريعة فهو خرّيج تربية من جامعة دبلن في إيرلندا من بلاد الإنكليز، ولا يُعرف له حسب سيرته بيده أي شيخ معتبر في الفقه والشريعة، ولكنه متشبّع بما لم يعطَ منافق عليم اللسان داخل تحت حديث النبي عليه الصلاة والسلام “إن أخوف ما أخاف على أمتي كلّ منافق عليم اللسان” رواه أحمد.