روى الترمذي وغيره مِن حَدِيث سَلْمَانَ رضي الله عنه أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خائبتين”.
– حَيِيٌّ: أي لا يُخَيِّبُ سائِلَهُ.
– يَسْتَحِي: أي لا يَرُدُّ، معناه أن مَن دَعا اللهَ دُعاءً حَسَنًا فإنه لا يُرَدُّ دعاؤه، فإمّا أن يَحصُلَ للشخص مُرادُه، وإمّا أن يُثابَ إن كانَ اللهُ لم يَشأ أن يَتحقَقَ مَطلُوبُ العبد، لأن مشيئة الله الأزلية لا تتغيّر بالدعاء ولا بالصدقة. ما علم الله أنه يكون فهو بلا شك كائن. ومن اعتقد في الله أو في صفاته التغيّر فهو على غير الاسلام لا بد من تشهده بلسانه ليرجع مسلماً. الرسول علّم بعض بناته قول “ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن”. وكل ما خالف ظاهره ذلك فهو إما أن يُتأول تأولاً مقبولاً شرعاً يوافق ما ذكرنا، أو هو مردود باطل لا يجوز اعتقاده ولا نسبته إلى الشريعة. أصول الدين ليست ملعبة للجهال والفسقة والمبتدعة.
– رَفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ: أي إلى جِهَةِ كَرَامَتِهِ وبَرَكاتِه وهي السماءُ.
وأما الاستحياء المعهود من البشر والتحيز في الجهة والمكان المعهود من المخلوق فالله تعالى منزه عن ذلك لاستحالة أن تكون لله صفة من صفات المخلوقات وهو الخالق سبحانه لا خالق سواه.
قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان.