هل يجوز طلب المدد من المخلوق؟

Arabic Text By Jun 20, 2016


السؤال: هل يجوز طلب المدد من المخلوق؟

الجواب: قال البخاري رحمه الله في صحيحه: “باب العون بالمدد”، ثم يذكر حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رعل وذكوان وعصية

وبنو لحيان، فزعموا أنهم قد أسلموا

واستمدّوه على قومهم فأمدّهم النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين من الأنصار إلى آخر الحديث.

وفي لسان العرب لابن منظور: أمددت الجيش بمدد، والاستمداد طلب المدد. قال أبو  زيد: مددنا القوم أي صرنا مدداً لهم وأمددناهم بغيرنا.

وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن لله ملائكة في الأرض سِوى الحَفَظَة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدَكم عَرْجَةٌ بأرض فلاة فليُنادِ أعينوا عباد الله” رواه الحافظ الطبرني، قال الحافظ الهيثمي: رجالُهُ ثِقات. وفي هذا الحديث دليل واضح على جواز الاستغاثة بغير الله لأن فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقول إذا أصاب أحدنا صعوبة في فلاة من الأرض أي برّية “يا عباد الله أعينوا” فإن هذا ينفعه.

وهذا الحديث حسّنه الحافظ ابن حجر العسقلاني ونصه كما في أماليّه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن لله ملائكة سوى الحفظة سياحين في الفلاة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدَكم عرجةٌ في فلاة فلينادِ يا عباد الله أعينوا”، معناه أن الله تعالى يُسمع هؤلاء الملائكة الذين وُكلوا بأن يكتبوا ما يسقط من ورق الشجر في البرية نداء هذا الشخص وإن كان على مسافة بعيدة منهم.

فالمدد والغوث والعون والتعوذ والاستعاذة والاستعانة والاستغاثة والتوسل والتوجه بفلان الصالح الى الله، كل ذلك بمجرّده ليس عبادة لا من حيث اللغة ولا من حيث الشرع، ومن ادّعى غير ما نقول فهو كذاب أشر لا يجد ما يزعمه كذباً وزوراً في كتب أهل اللغة وعلماء السلف الصالح رضي الله عنهم.

قال العلماء: العبادة نهاية التذلل وغاية الخشوع والخضوع، وليس كما يقول الوهابي ان العبادة هي الاستغاثة والاستعانة والتعوذ، هذا غير موجود في كتب اللغويين والفقهاء الأكابر، لا الأوائل منهم ولا الأواخر .

الله الخالق وحده يستحق العبادة التي هي نهاية التذلل. أما الاستعانة بمخلوق بمجرده فلا يكون عبادة للمخلوق. قال الله تعالى: “واستعينوا بالصبر والصلاة” وكلاهما مخلوق، فلو كانت الاستعانة معناها العبادة لكان الله آمراً بالشرك، وهذا مؤدى كلام الوهابي يجعل كتاب الله آمراً بالشرك والعياذ بالله تعالى.