فوائد نفيسة بمناسبة المولد النبوي الشريف:
1 – لا اجتهاد مع النص، متى أتى كتاب الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم، فليس لنا إلا السمع والطاعة، وقال أهل العلم من المجتهدين: “إذا صحّ الحديث فهو مذهبي” وهي مشهورة عن الإمام الشافعي رضي الله عنه.
2 – من قال قولاً يُتوصل به إلى تكذيب الله والنبي صلى الله عليه وسلم فهو لا يعرف الإسلام. الاجتهاد لا يكون بتكذيب الشريعة. وليس كل عالم يحق له الاجتهاد.
3 – حتى المجتهد يجوز عليه الخطأ في بعض الأحكام، فبالأولى من لم يكن مجتهداً يهلك نفسه وغيره.
4 – لا تصدقوا كل إنسان قال قولاً يكذّب فيه كتاب الله أو يكذّب السنة الثابتة الصحيحة أو الإجماع بمنام يفهمه على غير وجهه مثلاً، أو بقول لعالم يحتمل تأويلاً، فهذا هلاك ظاهر.
5 – الحكم الشرعي الصحيح الثابت أن الكفار لا يخفف عنهم العذاب في جهنم، قال الله تعالى: “خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَاب” (آل عمران، 88).
6 – أيُعقل وقد تبّت يدا أبي لهب بنصّ القرآن أن ينبع من يديه الخبيثتين وقد شتم رسول الله، ماء يمصه في قبره أو في جهنم، وقد قال الله فيه وهو أصدق القائلين “تبّت يدا أبي لهب وتبّ”، فمن أين تنبع ماء من يد قد تبّت أي خابت وهلكت وخسرت، بنصّ كتاب الله تعالى؟ هذا لا يكون!
7 – ودليل بطلان خرافة تخفيف العذاب عن أبي لهب لإعتاقه امرأة اسمها ثويبة، أنه حين أعتقها لم يكن قد نزل الوحي على سيدنا محمد بعدُ، فأبو لهب حين أعتق ثويبة لم يعتقها كرامة لنبوة سيدنا محمد، ولكن لولادة ابن لأخيه، فلما ظهرت نبوته صلى الله عليه وسلم كذبه أبو لهب وعاداه وآذاه وسبه إلى حد نزل القرآن بتتبيبه وخسرانه والعياذ بالله بعد أن شتم النبي.
فهل يخفف العذاب عن الذي شتم النبي ثم مات على كفره ومعاداته وبغضه للنبي صلى الله عليه وسلم؟.
8 – ولأيّ شيء يُجازى أبو لهب بتخفيف العذاب وهو عدو الله وعدو نبيه، وأبو لهب لا أجر له ولا ثواب على ذلك الإعتاق بالإجماع كما قال القاضي عياض ونقله الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح البخاري!.
9 – ثم مَن ذكر هذه الخرافة لا إسناد له فلا عبرة به، ولا سيما أن إجماع أهل السنة قائم على أن منام غير الأنبياء ليس حجة شرعية كما قال الإمام الطحاوي وهو ما قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
10- فلا يكون في كل ما ذكره بعضهم من ذلك أدنى حجة في مخالفة قول الله تعالى: “ولا يخفف عنهم من عذابها” (سورة فاطر، 36).
12 – ومن المعلوم من الدين ضرورة الإجماع على أن من كذب حرفاً من القرآن لا يكون مسلماً ولو كانت له شهرة كالريح، لا عبرة به، ولا سيما مثل خرافة ثويبة لا إسناد لها ألبتة، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى.
13- نحن نؤمن بالله وكتابه لا بأبي لهب وخرافة ثويبة.