سيدنا المسيح عليه السلام أتى بتعليم الصدق والإحسان، أتى بتعليم التوحيد ونشر الخير والحق. سيدنا المسيح من خير الأنبياء وأفضلهم صلى الله عليه وعلى نبينا محمّد وعلى سائر النبيين وسلم عليهم جميعاً.
وأم عيسى هي خير النساء، هي مريم بنت عمران، ثم بعدها فاطمة بنت سيدنا محمد، ثم بعدهما خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله، ثم بعدهن آسية بنت مزاحم. روى ذلك البخاري.
سيدنا المسيح رُفع حياً إلى السماء وسينزل يوماً إلى هذه الأرض ويحكم فيها بشرع سيدنا محمد كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سيدنا المسيح لم يُقتل ولم يُصلب كما أخبر بذلك ربنا عز وجل بقوله: “وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُـبّه لهم”.
علموا ذلك أولادكم، هذا من المهمات.
ثم قد أشكل على بعض الناس قوله تعالى: “إني متوفيك ورافعك إليّ”. كلمة “رافعك إليّ” معناه إلى محلّ كرامتي اي السماء. السماء مسكن الملائكة. الله منزه عن المكان. الله خالق المكان.
بعض الناس ظنوا أن المسيح مات ورفع، والجواب أن حديث رسول الله الثابت لا يخالف القرآن، وقد روى الحاكم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن عيسى ابن مريم نازل فيكم فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع الى الحمرة والبياض”، وروى مسلم والطبراني في المعجم الكبير مرفوعاً إلى النبي قال: “ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق”. وفي رواية للحاكم أن النبي عليه السلام قال: “وليأتينّ قبري حتى يسلم ولأردَنّ عليه”. وهو دليل على استحباب السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة في بلاد الحجاز.
وأما قوله تعالى: “إني متوفيك” قال المفسرون: أي بعد رفعك وإنزالك الى الأرض فهو من باب المقدّم والمؤخّر في لغة العرب كما في قوله تعالى عن النبات: “فجعله غثاء أحوى” والنبات يكون أولاً أحوى أي أخضر ثم يصير يابساً، فهو من باب المقدم والمؤخر.