عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم قالَ: “مَن طَلَبَ الِعِلمَ ليُجَارِيَ بِهِ العُلَمَاءَ أو لِيُمَارِيَ بِهِ السُفَهَاء أَو يَصرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِليهِ أَدخَلَهُ اللهُ النَّارَ” رواه التِّرمذيّ.

Arabic Text By Jun 15, 2016


عن طلب العلم ابتغاء رضوان الله، وقصة فيها عبرة.

عن كَعبِ بنِ مَالِك رضي الله عنه عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم قالَ: “مَن طَلَبَ الِعِلمَ ليُجَارِيَ بِهِ العُلَمَاءَ أو لِيُمَارِيَ بِهِ السُفَهَاء أَو يَصرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِليهِ أَدخَلَهُ اللهُ النَّارَ” رواه التِّرمذيّ.

المِراءُ الجِدال، ولا بأس إن كان الجدال لإحقاق حق أو إبطال باطل. والمُمَاراةُ المُجادلةُ على مَذهبِ الشَّكِ. ويُجَارِي بِهِ العُلَمَاء أَي يجري معهم في المُناظَرة والجِدال لِيُظهر علمه رِيَاءً وَسُمعَةً، وهذا شأن أهل البدعة مَن يخالفون أهل السنة ويفسدون ليشتهروا وهُم على الزيغ والضلال.

ويدخل في الحديث كذلك من أخذ علمه من الكتب والفضائيات من غير أن يتفقه على الثقة العارف من أهل الأسانيد الصحيحة فينشر الخبائث، ليَصدُقَ في الواحد من هؤلاء الجهلة قولُ المفسّر النحوي أبي حيان الأندلسي كأنه يخاطبهم، “حتى تكون أضلّ من توما الحكيم”. وهذا توما كان طبيباً يُضرب به المثل في الجرأة من غير تعلم للطب على أهله. فقد كان أبوه طبيباً وبعد وفاة الأب ورث توما كتب أبيه وبدأ يقرأ ويشتغل بها. وكان في بعض تلك الكتب بدلاً من “إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام (أي الموت)” [حديث شريف رواه البخاري]، خطأ إملاء حيث استبدلت كلمة “الحبة” بكلمة “الحيّة” فقرأها “الحية السوداء شفاء من كلّ داء”، وقيل إنه كان يبحث عن حية سوداء فوجدها فلدغته فمات، وقيل إنه تسبب بموت خَلق كثير لتجرئه على تطبيب الناس بمجرد القراءة في الكتب، والله أعلم. أرجو الدعاء.


قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان.