لا يصحّ من حيث الشريعة أن يقال ولو من باب الدعاء كلمة “لا قدّر الله” ولا كلمة “لا سمح الله”، لأن تقدير الله أزلي لا يتغيّر كما أن علم الله لا يتغيّر، لأن صفات الله كلها صفات جلال وكمال أزلاً وأبداً.
ولا يصحّ احتجاج من يقولها بأنه يريد الدعاء لأن المعنى فاسد كما لو قال شخص مثلاً “لا عَلِمَ الله” فالعلم كالتقدير في صفات الله تعالى، كلٌ أزلي أبدي.
يقال مثلاً “لطف الله بنا”، أما كلمة “لا قدّر الله” فلا تصحّ ولا تجوز لأن ما قدّره الله لا يتغيّر كما أن مشيئة الله لا تتغيّر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن” رواه أبو داود. التغيّر مستحيل في حق الله، الله لا يتغيّر وصفاته تعالى لا تتغيّر لأن المتغيّر مخلوق والله خالق غير مخلوق.
ثم هذه الكلمة لم يستعملها أهل العلم ولا أهل اللغة فلا عبرة بمن يستعملها من العوام وأمثالهم فإن ذلك دليل على تساهلهم الذي سوف يُسألون عنه يوم القيامة.
قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان.