كلمة العَالَم تأتي بمعنى الخَلْقِ كُلِّهم وتجمع على العَوالِم والعالَمين

Miscellaneous By Jun 15, 2016


الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله وسلَّم على سيدنا محمَّد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين،

أما بعد، فإنَّ كلمة العَالَم تأتي بمعنى الخَلْقِ كُلِّهم وتجمع على العَوالِم والعالَمين. وهو من العلامة أي السِّمة.

قال الزجّاج: معنى العالَمينَ كل ما خَلَقَ اللهُ كما قال وهو ربُّ كل شىء وهو جمع عالَمٍ، ولا واحد لعالَمٍ من لفظه لأنَّ عالَمًا جمع أشياء مختلفة فإن جُعل عالَمٌ لواحد منها صار جمعًا لأشياء متفقة. انتهى.

وتأتي العالَمونَ بمعنى الإنس والجن، وفي التنزيل قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}، قال قتادة: “وليس النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم نذيرًا للبهائم ولا الملائكة وهم كلهم خَلق الله، وإنما بُعث محمد صلَّى الله عليه وسلّم نذيرًا للجن والأنس”.

وقوله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} أي للإنس والجن. و إنما استعمل بلفظ الجمع إجراء على تعدد ما يدخل تحت كلّ منهما .

وبيَّنَ، سبحانه، أن من مظاهر فضله على الناس أن أرسل إليهم نبيه صلَّى الله عليه وسلّم ليكون رحمة لهم أي من أجل أن يكون رحمة للعالمين من الإنس والجن، وهذه الرحمة أنهم (أي المؤمنون المسلمون) اهتدوا به.

وفي الحديث الشريف: «إنَّما أنا رحمة مهداة» فرسالته صلَّى الله عليه وسلّم رحمة في ذاتها، ولكن هذه الرحمة انتفع بها من استجاب لدعوتها، أما من أعرض عنها فهو الذي ضيع على نفسه فرصة الانتفاع وأهلك نفسه.

والله تعالى أعلم وأحكم.