القول الفصل في الفرقة البهائية الضالة أوصى زعيمهم بهدم الكعبة المشرفة، والعياذ بالله.
فليعلم أحبابي أنه يجب الحذر والتحذير من فرقة يقال لها البابية وأخرى متفرعة عنها يقال لها البهائية، يدّعي زعيمهم أن الله حلّ فيه ودخل فيه والعياذ بالله تعالى، وهذه الفرقة فرع من المذهب الاسماعيلي لا علاقة لهم بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، وهم لا يقولون نحن مسلمون أصلاً، ولكن يقولون أتينا بدين يجمع بين الاديان، نعوذ بالله.
وخلاصة فتوى الأزهر فيهم (الموضوع: 1182)،
أفتى المفتي السابق الشيخ جاد الحق على جاد الحق رحمه الله، بأن زواج البهائي من المسلمة باطل (أي لأن البهائية مرتدون عن الإسلام كما سيأتي)، وفي الفتوى أن البهائية أو البابية مزيج من الديانات البوذية والبرهمية والوثنية والزرادشتية واليهودية والنّصرانيّة ومن اعتقادات الباطنية، وأجمع المسلمون على أن العقيدة البهائية أو البابية ليست عقيدة إسلامية، وأن من اعتنق هذا الدين ليس من المسلمين وأنه مرتد عن دين الإسلام.
السؤال: بالطلب المقيد برقم 329 سنة 1980 المتضمن السؤال التالي: هل يمكن زواج مسلمة من رجل يعتنق الدين البهائي؟
أجاب المفتي بأن البهائية أو البابية طائفة منسوبة إلى رجل يدعى ميرزا علي محمد الملقب بـ”الباب” قام بالدعوة إلى عقيدته فى عام 1260 هجرية (1844 رومية)، وقد جهر بدعوته بشيراز فى جنوب إيران وتبعه بعض الناس، ووضع كتاباً سماه “البيان” ادعى أن ما فيه شريعة منزلة من السماء، وزعم أن رسالته ناسخة لشريعة الإسلام، وابتدع لأتباعه أحكاماً خالف بها أحكام الإسلام وقواعده، فجعل الصوم تسعة عشر يوماً. وقد دعا مؤسس هذه الديانة إلى مؤتمر عقد فى بادية بدشت فى إيران عام 1264 هجرية (1848 رومية) أفسح فيه عن خطوط هذه العقيدة وخيوطها، وأعلن خروجها وانفصالها عن الإسلام وشريعته.
وقاوم العلماء فى عصره هذه الدعوة وأبانوا فسادها وأفتوا بكفره فاعتقل فى شيراز ثم في أصفهان، وبعد فتن وحروب بين أشياعه والمسلمين عوقب بالإعدام صلباً عام 1265 هجرية، ثم قام خليفته ميرزا حسين علي الذي لقب نفسه بهاء الله ووضع كتاباً سماه “الأقدس” سار فيه على نسق كتاب “البيان” الذي ألفه زعيم هذه العقيدة ميرزا علي محمد، ناقض فيه أصول الإسلام، وأهدر كل ما جاء به الإسلام من عقيدة وشريعة، فجعل الصلاة تسع ركعات فى اليوم والليلة، وأبطل الحج وأوصى بهدم بيت الله الحرام (الكعبة المشرفة).
وقال البهائية بمقالة الفلاسفة من قبلهم، قالوا بقدم العالم (وهو كفر متفق عليه لأنه يناقض اعتقاد المسلمين أن الله خالق كل شيء، ويقول بذلك كذلك ابن تيمية الحراني).
ومجمل القول فى هذا المذهب (البهائية أو البابية) أنه مذهب مصنوع مزيج من أخلاط الديانات البوذية والبرهمية الوثنية والزرادشتية واليهودية والمسيحية ومن اعتقادات الباطنية، والبهائيون لا يؤمنون بالبعث بعد الموت ولا بالجنة ولا بالنار، وقلدوا بهذا القول الدهريين (كذلك وافقهم ابن تيمية في قوله بأزلية العالم ووافقهم بفناء جهنم، وكلا الأمرين كفر بالإجماع)، وادّعى زعيمهم أنه أفضل من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم واعتبر كتابه “البيان” أفضل من القرآن، وهم بهذا لا يعترفون بنبوة سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ولا بأنه خاتم النبيين. وذكر الألوسي في تفسيره لهذه الآية أنه قد ظهر فى هذا العصر عصابة لقبوا أنفسهم بالبابية، لهم في هذا فصول يحكم بكفر معتقدها كل من انتظم فى سلك ذوى العقول، ثم قال الألوسي: وكونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين مما نطق به الكتاب وصدعت به السنة وأجمعت عليه الأمة، فيكفر مدّعي خلافه.
ومن هنا أجمع المسلمون على أن العقيدة البهائية أو البابية ليست عقيدة إسلامية، وأن من اعتنق هذا الدين ليس من المسلمين، ويصير بهذا مرتدا عن دين الإسلام، والمرتد هو الذي ترك الإسلام إلى غيره من الأديان. واتفق أهل العلم كذلك على أن المرتد عن الإسلام إن تزوج لم يصح تزوجه وعقده باطل سواء عقَد على مسلمة أو غير مسلمة، لأنه لا يقر شرعا على الزواج. ولما كان ذلك وكان الشخص المسؤول عنه قد اعتنق البهائية ديناً، كان بهذا مرتداً عن دين الإسلام، فلا يحل للسائلة وهي مسلمة أن تتزوج منه، والعقد يكون باطلا شرعا، والمعاشرة الزوجية تكون زناً محرماً فى الإسلام. قال تعالى: “ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين” (آل عمران 85)، صدق الله العظيم. انتهى ملخص فتوى الأزهر في البابية والبهائية، ارجو الدعاء