اللهُ تعالى اصطَفى لِمَنصِبِ النُبُوَّةِ من البَشَرِ رِجالا كُمَّلا من أوسطِ قومِهم نَسَبًا، وأحسَنِهِم خِلْقَةً وخُلُقًا، فَحَفِظَهم مما يُنَفِّرُ الناسَ عن قَبولِ الدَّعْوَةِ منهم، من عاهاتٍ جَسَدِيَّةٍ أو أمراضٍ مُنَفِّرَةٍ، كخُروجِ الدودِ من البدَنِ، وكذلِكَ حَفِظَهُم اللهُ عَنِ الرَّذالَةِ والسَّفَاهَةِ والخِيانَةِ والغَباوَةِ وبلادَةِ الذِهنِ والجُبنِ، ولا يحصُلُ منهم كُفرٌ لا قَبلَ النُّبُوَّةِ ولا بَعدَها، ولا مَعصِيَةٌ كبيرةٌ، ولا مَعصِيةٌ صَغيرةٌ فيها خِسَّةٌ ودناءَةٌ.