الحمد لله الذي أمر بالأمر بالمعروف، وأمر كذلك بالنهي عن المنكر، وجعل ذلك من حياة الإسلام، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم في بعث سنن الشريعة المطهّرة إلى يوم الدين. وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الناسَ إذا رأوا المنكر فلم يغيّروه أوشك أن يعُمَّهم الله بعقاب” رواه أحمد من حديث سيدنا أبي بكر رضي الله عنه. ومعنى الحديث أن الله ينتقم منهم إذا تركوا النهيَ عن المنكر. الله يُنزل بهم نقمًا ونَكبات في الدنيا قبل الآخرةِ، ولا شك أن النّقم التي تنـزل بالمسلمين في هذه الأزمنة من شؤم ترك تغيير المنكر والنهي عنه.
ثم إن أعظم المنكرات الكفرُ، ومنه قولي ومنه فعلي ومنه اعتقادي. وقد شاعت منكرات هي من نوع الكفر بين الناس حتى صارت عند بعض الجهال كأنها تحيّة يُحَيّي بها بعضهم بعضًا، وشاعت كلمات كفرية بين الناس منذ قرون ثم زادت في هذا العصر بسبب حب المال وبسبب التلفزيون والإنترنت، ومن ذلك ضلالات ابن تيمية وأفكاره التي تنشرها جماعات تستحل دماء الناس بغير حق تستقي أفكارها من كتبه وكتب محمد بن عبد الوهاب فيكفّرون حكام المسلمين وملوكهم وكذلك يكفّرون الشعوب ويقتلونهم والعياذ بالله.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمران عظيمان في الدين لا يجوز تركهما. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إذا رأيتَ أمتي تهابُ الظالِمَ أن تقول له يا ظالم فقد تُوُدّعَ منهم” رواه ابن حبان.
قال الحافظ الفقيه الحنفي خاتمةُ اللغويين والحفاظ محمد مرتضى الزبيدي شارح إحياء الغزالي ما نصه: “وقد ألّف غير واحد من الأئمة من المذاهب الأربعة رسائل في بيان الكلماتِ الكفرية”.اهـ.
قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان.