“أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ مُعْضِلَةٍ لَيْسَ ‏لَهَا أَبُو ‏حَسَنٍ”

Miscellaneous By Jun 12, 2016


علموا أولادكم حبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،

الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا كما وصفهم الله تعالى “رحماء بينهم”، يشد ويؤازر بعضهم ‏بعضاً ‏ويتسابقون إلى الخيرات والمبرّات حباً بالله تعالى وتصديقاً لنبيّه صلى الله عليه وسلم.‏

وللأسف انبرت فرق منحرفة تشتم أمير المؤمنين عليّاً رضي الله عنه وتظن ان شتم سيّدنا الإمام ‏الكرّار من ‏مذهب أهل السنة. وهناك فرقة أخرى تشتم سيّدنا الفاروق عمر رضي الله عنه، وتظن أن ‏النيل منه من شريعة ‏الإسلام، وهذا باطل كذلك والفرقتان على غير بيّنة من الله ورسوله وما كان ‏عليه أولئك الصحب العظام من ‏التحابب في ما بينهم، لما يعرف كل واحد منهم من منزلة الآخر عند ‏النبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم.‏

وروى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ وَلِسَانِه”. ‏وفي ‏صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال “قَدْ كَانَ يَكُونُ فِى الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِى أُمَّتِي مِنْهُمْ ‏أَحَدٌ فَإِنَّ عُمَرَ ‏بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ”، ومُحَدَّثُونَ أي مُلْهَمُونَ. ‏

وروى أحمد كذلك أن علياً رضي الله عنه قال وهو يخطب على المنبر “أَلا أُخْبِرُكُم بِخَيْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ ‏بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ ‏أَبُو بَكْرٍ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِالثَّانِي؟ فَإِنَّ الثَّانِيَ عُمَرُ”، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ ‏فَعَلِيٌّ ‏مَوْلاهُ”، وهذان الحديثان يثبتان فضل الصحابيين الكريمين عمر وعليّ، والصدق في تبليغ ‏الصحب حديث ‏نبيهم صلى الله عليه وسلم.‏

وروى الببهقي عن سيدنا عُمَر قال يمدح سيّدنا علياً ويبيّن علو منزلته: “أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ مُعْضِلَةٍ لَيْسَ ‏لَهَا أَبُو ‏حَسَنٍ” وذلك لأن الإمام علياً كان أقضى الصحابة شهد له النبي بذلك، كما جاء في المقاصد ‏الحسنة للحافظ ‏السخاوي. ‏

ومن المكرُمات بين الصحابيين الكريمين رضي الله عنهما، تزويج سيدنا عليّ ابنته أم كلثوم لأمير ‏المؤمنين ‏عمر لما يعرف من فضيلته وعلو منزلته.‏

وروى البخاري ومسلم أن النبي صلى االله عليه وسلم قال لعمر: “والذي نَفسي بيَدِهِ ما لَقِيكَ الشَّيطَانُ سَالِكًا فَجًّا ‏إلا سَلَكَ ‏فَجًا غيْرَ فَجِّكَ” أي طريقًا غير طريقك. ولَقبَهُ صلى االله عليه وسلم بالفاروق لأنه يفرق بين الحق ‏والباطل. وروى ‏الترمذي وغيره أَنَّ رسول االله صلى االله عليه وسلم قال‎: “‎أشد أمتي في أمر االله عمر”. ‏

وأخرج ابن عساكر عن يسار بن حمزة قال: لما ثقل أبو بكر (قرب موته) أشرف على الناس من كوّة ‏فقال: ‏أيها الناس إني قد عهدت عهدًا، أفترضون به؟، فقال الناس: رضينا يا خليفة رسول الله، فقام ‏عليٌّ فقال: لا ‏نرضى إلا أن يكون عمر، قال: فإنه عمر، ذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء‎.‎

فدل ذلك وغيره كثير على أن عمر وعلياً كانا متآخيين متحابين في الله بينهما علاقة مصاهرة فضلاً ‏عن ‏صحبتهما لخير الخلق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. أرجو الدعاء لكاتبه وناشره رحمنا الله دنيا ‏وآخرة، ‏آمين

قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان‎‏. ‏