علموا أولادكم حبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا كما وصفهم الله تعالى “رحماء بينهم”، يشد ويؤازر بعضهم بعضاً ويتسابقون إلى الخيرات والمبرّات حباً بالله تعالى وتصديقاً لنبيّه صلى الله عليه وسلم.
وللأسف انبرت فرق منحرفة تشتم أمير المؤمنين عليّاً رضي الله عنه وتظن ان شتم سيّدنا الإمام الكرّار من مذهب أهل السنة. وهناك فرقة أخرى تشتم سيّدنا الفاروق عمر رضي الله عنه، وتظن أن النيل منه من شريعة الإسلام، وهذا باطل كذلك والفرقتان على غير بيّنة من الله ورسوله وما كان عليه أولئك الصحب العظام من التحابب في ما بينهم، لما يعرف كل واحد منهم من منزلة الآخر عند النبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم.
وروى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ وَلِسَانِه”. وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال “قَدْ كَانَ يَكُونُ فِى الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِى أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ”، ومُحَدَّثُونَ أي مُلْهَمُونَ.
وروى أحمد كذلك أن علياً رضي الله عنه قال وهو يخطب على المنبر “أَلا أُخْبِرُكُم بِخَيْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِالثَّانِي؟ فَإِنَّ الثَّانِيَ عُمَرُ”، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ”، وهذان الحديثان يثبتان فضل الصحابيين الكريمين عمر وعليّ، والصدق في تبليغ الصحب حديث نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وروى الببهقي عن سيدنا عُمَر قال يمدح سيّدنا علياً ويبيّن علو منزلته: “أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ مُعْضِلَةٍ لَيْسَ لَهَا أَبُو حَسَنٍ” وذلك لأن الإمام علياً كان أقضى الصحابة شهد له النبي بذلك، كما جاء في المقاصد الحسنة للحافظ السخاوي.
ومن المكرُمات بين الصحابيين الكريمين رضي الله عنهما، تزويج سيدنا عليّ ابنته أم كلثوم لأمير المؤمنين عمر لما يعرف من فضيلته وعلو منزلته.
وروى البخاري ومسلم أن النبي صلى االله عليه وسلم قال لعمر: “والذي نَفسي بيَدِهِ ما لَقِيكَ الشَّيطَانُ سَالِكًا فَجًّا إلا سَلَكَ فَجًا غيْرَ فَجِّكَ” أي طريقًا غير طريقك. ولَقبَهُ صلى االله عليه وسلم بالفاروق لأنه يفرق بين الحق والباطل. وروى الترمذي وغيره أَنَّ رسول االله صلى االله عليه وسلم قال: “أشد أمتي في أمر االله عمر”.
وأخرج ابن عساكر عن يسار بن حمزة قال: لما ثقل أبو بكر (قرب موته) أشرف على الناس من كوّة فقال: أيها الناس إني قد عهدت عهدًا، أفترضون به؟، فقال الناس: رضينا يا خليفة رسول الله، فقام عليٌّ فقال: لا نرضى إلا أن يكون عمر، قال: فإنه عمر، ذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء.
فدل ذلك وغيره كثير على أن عمر وعلياً كانا متآخيين متحابين في الله بينهما علاقة مصاهرة فضلاً عن صحبتهما لخير الخلق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. أرجو الدعاء لكاتبه وناشره رحمنا الله دنيا وآخرة، آمين
قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان.