الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر العرب المشركين حين يجتمعون من نواحٍ شتى من أنحاء الجزيرة العربية للحج بأن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله، وذلك قبل أن يعلّمهم أمور الصلاة ويأمرهم بالوضوء لها. هذا موافق لكلام العلماء، وليس معنى ذلك أن حج المشركين صحيح. فالكفار ومنهم المشركون لا تصح لهم عبادة، ولا أجر لهم في كل ما يقومون به من أعمال ظاهرها موافق للشريعة. العمل الصحيح شرعاً ما وافق الشروط والأركان التي يأمر بها الدين الإسلامي، كالوضوء والفاتحة للصلاة، وما أشبه ذلك. أما من كانت عقيدته فاسدة كمعتقد الجسمية والتشبيه في الله تعالى، فهذا لا تقبل صلاته ولا يقبل صيامه ولا يصحّان منه ولو فعل بعض الأركان والشروط التي لا بدّ من اكتمالها كلها لصحة العبادة. الأركان والشروط لا بد منها كلها لصحة العبادات الدينية، وأساس ذلك كله الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا أفضل الأعمال بنصّ حديث البخاري.
الغزالي قال: لا تصحّ العبادة إلا بعد معرفة المعبود، يريد المعبود بحق وهو الله عز وجل، أنه تعالى واحد لا شريك له ولا شبيه له. أما من أنكر قدرة الله على كل شيء مثلاً أو شك في ذلك أو شك في علم الله وما أشبه ذلك، فهذا لا تصح له صلاة ولا صيام ولا حجّ.
بعض الناس يصلون أي صورة، ولكن صلاتهم فاسدة غير صحيحة. يقال مثلاً عن إنسان صلاته فاسدة: صلى وما صلى، أي صلى صورةً وما صلى حقيقةً. الذي يُقَدِّمُ الصَّلاةَ على دخول وقتها شرعاً هذا كأنه لم يُصَلِّ بالمرّة، هذا لم يسقط عنه فرض الوقت بصلاته قبل دخول وقت الصلاة، هذا يقال فيه: صَلَّى وما صَلَّى، أَي صَلَّى صورةً ولم يُصَلِّ حقيقةً.
من لم يستكمل الأركان الواجبة والشروط الضرورية اللازمة شرعاً فهذا لا تصحّ القدوة به في الصلاة، لأن صلاته هو غير صحيحة، أي لا يُـتخذ إماماً للصلاة، هذه مسألة مهمة جداً.
أرجو الدعاء لكاتبه وناشره رزقنا الله علماً نافعاً وختم لنا بخير بجاه خير المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، آمين
قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان.