صَلَّى وما صَلَّى، أَي صَلَّى صورةً ولم يُصَلِّ حقيقةً‎

Arabic Text By Jun 12, 2016


الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر العرب المشركين حين يجتمعون من نواحٍ شتى من أنحاء الجزيرة ‏العربية للحج بأن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله، وذلك ‏قبل أن يعلّمهم أمور الصلاة ‏ويأمرهم بالوضوء لها. هذا موافق لكلام العلماء، وليس معنى ذلك ‏أن حج المشركين صحيح. ‏فالكفار ومنهم المشركون لا تصح لهم عبادة، ولا أجر لهم في كل ما يقومون به من أعمال ‏ظاهرها موافق للشريعة. العمل الصحيح شرعاً ما وافق الشروط والأركان التي يأمر بها ‏الدين الإسلامي، كالوضوء والفاتحة للصلاة، وما أشبه ذلك. أما من كانت عقيدته فاسدة ‏كمعتقد الجسمية والتشبيه في الله تعالى، فهذا لا تقبل صلاته ولا يقبل صيامه ولا يصحّان منه ‏ولو فعل بعض الأركان والشروط التي لا بدّ من اكتمالها كلها لصحة العبادة. الأركان ‏والشروط لا بد منها كلها لصحة العبادات الدينية، وأساس ذلك كله الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ‏وهذا أفضل الأعمال بنصّ حديث البخاري.‏

الغزالي قال: لا تصحّ العبادة إلا بعد معرفة المعبود، يريد المعبود بحق وهو الله عز وجل، ‏أنه تعالى واحد لا شريك له ولا شبيه له. أما من أنكر قدرة الله على كل شيء مثلاً أو شك في ‏ذلك أو شك في علم الله وما أشبه ذلك، فهذا لا تصح له صلاة ولا صيام ولا حجّ.‏

بعض الناس يصلون أي صورة، ولكن صلاتهم فاسدة غير صحيحة. يقال مثلاً عن إنسان ‏صلاته فاسدة: صلى وما صلى، أي صلى صورةً وما صلى حقيقةً. الذي يُقَدِّمُ الصَّلاةَ على ‏دخول وقتها شرعاً هذا كأنه لم يُصَلِّ بالمرّة، هذا لم يسقط عنه فرض الوقت بصلاته قبل ‏دخول وقت الصلاة، هذا يقال فيه: صَلَّى وما صَلَّى، أَي صَلَّى صورةً ولم يُصَلِّ حقيقةً‎.‎

من لم يستكمل الأركان الواجبة والشروط الضرورية اللازمة شرعاً فهذا لا تصحّ القدوة به ‏في الصلاة، لأن صلاته هو غير صحيحة، أي لا يُـتخذ إماماً للصلاة، هذه مسألة مهمة جداً.‏

أرجو الدعاء لكاتبه وناشره رزقنا الله علماً نافعاً وختم لنا بخير بجاه خير المرسلين سيدنا محمد ‏صلى الله عليه وسلم، آمين

قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان‎‏. ‏