ليس من شيم الصالحين أن يقعدوا من غير عمل بل المعروف عنهم العمل ليكفوا أنفسهم وأهلهم

Miscellaneous By Jun 12, 2016


قال شيخنا رحمه الله تعالى رحمة واسعة ونفعنا به وأمدنا بأمداده:

ليس من شيم  الصالحين أن يقعدوا من غير عمل بل المعروف عنهم العمل ليكفوا أنفسهم وأهلهم، فقد كان نبي الله إدريس خياطا، وكان زكريا نجارا، وعمل سيدنا محمد بالتجارة، وكان عثمان وغيره من أكابر الصحابة يعملون بالتجارة، وكان إمام  الصوفية الجنيد البغدادي له دكان يقعد فيه للعمل، وكان الرواس (من مشايخ الرفاعية) يبيع رؤوس الغنم.

وكل نبي من أنبياء الله رعى الغنم من غير أن يتخذوا ذلك مهنة لهم، لما فيه من تدريب على إدارة شئون الناس والصبر والسياسة. روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم” فقال أصحابه وأنت؟ فقال: “نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة”. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قال العلماء الحكمة في إلهام الأنبياء رعي الغنم قبل النبوة أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما يكلفونه من القيام بأمر أمتهم، ولأن في مخالطتها ما يحصل لهم من الحلم والشفقة لأنهم إذا صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرقها في المرعى ونقلها من مسرح الى مسرح ودفع عدوها من سبع وغيره كالسارق وعلموا اختلاف طباعها وشدة تفرقها مع ضعفها واحتياجها الى المعاهدة ألفوا من ذلك الصبر على الأمة وعرفوا اختلاف طباعها وتفاوت عقولها فجبروا كسرها ورفقوا بضعيفها وأحسنوا التعاهد لها فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك من أول وهلة.