قال الإمام الطَّحَاوِيُِّ رحمه الله: فَإِنكَارُ العِلْمِ الموجُودِ كُفرٌ، وَادِّعَاءُ العِلْمِ المفقُودِ كُفر

Arabic Text By Jun 12, 2016


قال الإمام الطَّحَاوِيُِّ رحمه الله: فَإِنكَارُ العِلْمِ الموجُودِ كُفرٌ، وَادِّعَاءُ العِلْمِ المفقُودِ كُفر.ٌ وَلا يَثبُتُ الإِيمَانُ إِلا بِقَبُولِ العِلْمِ الموجُودِ وَتَرْكِ طَلَبِ العِلْمِ المفقُودِ.

وفي شَّرحُ كلام الطحاوي أنه مِنْ هُنَا يُعْلَمُ كُفْرُ مَنْ يُنكِرُ العِلْمَ الموجُودَ كَإِنكَارِ السُّوفِسْطَائِيةِ وُجُودَ الأَشيَاءِ، يقولون هذا العالم كله خيال ولا حقيقة له، وهذا ضلال.

وَمن هنا يُعْلَم كذلك كُفرُ مَنْ يَدَّعِي مِنَ الخَلْقِ الإِحَاطَةَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْمًا. فمَنِ ادَّعَى ذَلكَ لِنَفْسِهِ أَوْ لِغَيرِهِ مِنَ العِبَادِ فَقَد كَفَرَ لأَنَّ اللهَ تَعَالى هُوَ المنفَرِدُ بِالإِحَاطَةِ بِالغَيبِ عِلْمًا، لا أَحَدَ مِنْ خَلْقِ الله يُحِيطُ عِلْمًا بِالغَيْبِ. وَمَنِ اعتَقَدَ أَنَّ أَحَدًا غَيرَ اللهِ يُحِيطُ بِالغَيبِ عِلمًا فَقَدْ كَذَّبَ القُرآنَ.

قَالَ تَعَالى:﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلا اللهُ﴾ (65، سورة النمل).

وَقَدْ أَلَّفَ بَعضُ الغُلاة الضالينِ رِسَالةً ذَكَرَ فِيهَا أَنَّ اللهَ أَطْلَعَ الرَّسُولَ عَلَى كُلِّ مَا يَعلمُه هو سبحانه تَفصِيلاً بِلا استِثنَاء،ٍ وَهَذَا غُلُوٌّ قَبِيحٌ وَكُفرٌ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى.

الرسول يعلم من الغيب جزءاً قليلاً بإعلام الله له، ليس كل شيء يعرفه الرسول عليه الصلاة والسلام.

من ظن أن الرسول يعلم كلّ الغيب فهو ضالّ والعياذ بالله، يلزمه التشهد ليرجع مسلماً.

قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه:

الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان.