سؤال: هل استحسن السلفُ الصالح رضي الله عنهم التبرّك بآثار النبيّ عليه الصلاة والسلام؟
الجواب: نعم، والعاقل ينظر إلى الحق ولا يتعصّب إلى الشخص، فقد نقل الحافظ الذهبي (ت 748 هـ) وهو من أصدقاء ابن تيمية (728 هـ.) وفي طبقة تلامذته إلا أنه خالفه في بعض الأمور حين تبيّن له أنه يتبع الفلاسفة الضالين وآراء الخوارج كما هو مرفق في الصور (عدد 2 من كتاب للذهبي سماه “بيان زغل العلم”)، قال (الذهبي) في كتابِه سِيَر أعلام النبلاء ما نَصُّه: “قَالَ عَبدُ اللهِ بنُ أَحمَدَ (ابن حنبل): رَأَيْتُ أَبِي يَأخُذُ شَعرةً مِن شَعرِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليهِ وَسَلَّم فَيَضَعُهَا عَلَى فِيهِ (فمه) يُقبِّلُهَا. وَأَحسِبُ أَنِّي رَأَيتُهُ يَضَعُهَا عَلَى عَينِهِ وَيَغمِسُهَا فِي المَاءِ وَيَشرَبُه يَستَشفِي بِهِ. ورَأَيتُهُ أَخذَ قَصعَةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَغَسلهَا فِي حُبِّ المَاءِ (حبّ الماء أي الجابية) ثُمَّ شَرِبَ فِيهَا، وَرَأَيتُهُ يَشرَبُ مِن مَاءِ زَمزَمَ يَستَشفِي بِهِ، وَيَمسحُ بِهِ يَدَيهِ وَوَجهَه. قُلتُ (أي الذهبي يَردّ على ابن تيمية): أَينَ المُتَنَطِّعُ المُنكِرُ عَلَى أَحمَدَ (أي ابن حنبل) وَقَد ثَبَتَ أَنَّ عَبدَ اللهِ (ابن الإمام أحمد) سَأَلَ أَبَاهُ عَمَّن يَلمَسُ رُمَّانَةَ مِنبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليهِ وَسَلَّمَ وَيَمَسُّ الحُجرَةَ النَّبَوِيَّةَ (يريد التبرك بذلك كما في العلل للإمام أحمد) فَقَالَ (أي أحمد): لاَ أَرَى بِذَلِكَ بَأسًا. (قال الذهبي:) أَعَاذنَا اللهُ وَإِيَّاكُم مِن رَأيِ الخَوَارِجِ وَمِنَ البِدَعِ (كذلك هنا يريد الذهبي الردّ على ابن تيمية، ويصرّح بأنه أي ابن تيمية من رأي الخوارج وأهل البدع، وابن تيمية حقيق بذلك لما لديه من بدع اعتقادية منها قوله في حق الله بالجلوس وهو ضلال كما قال الإمام الشافعي، وقوله بأزليه نوع العالم مع الله وهذا مجمَعٌ على كونه شركاً أكبر. أهل السنة قالوا إن الله وحده هو الأزلي وما سواه مخلوق.)” انتهى. أرجو الدعاء
قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان.