“بيان ما ‏يوصف به الله تعالى من فعلٍ لا يصدر عنه اسم:

Arabic Text By Jun 09, 2016


من كتاب أصول الدين للإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميميّ البغداديّ المُتوفّى 429 هجرية، قال رحمه اللهُ تعالى: “بيان ما ‏يوصف به الله تعالى من فعلٍ لا يصدر عنه اسم: قالَ اللهُ تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [21: سورة الإنسان] ولا يُقال له ساقٍ. ‏وقالَ: {اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [15: سورة البقرة] ولا يُقال له مستهزِئ. وقالَ تعالى: {سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ} [79: سورة التوبة] ولا يُقال ساخر. ‏وقالَ تعالى: {وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ} [6: سورة الفتح] ولا يُقال غضبان. وقالَ تعالى: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [56: سورة ‏الأحزاب] ولا يُقال مُصَلٍّ. وقالَ تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} [17: سورة المُدَّثِّر] ولا يُقال إنه مرهق. وفي هذا دليلٌ على أنَّ مَأخذ أسمائه ‏‏(تعالى) التوقيف دون القياس”.ا.هـ. من كلام البغدادي رحمه الله وهو من أكابر الشافعية الأشاعرة من المتقدمين من الطبقة العليا.‏

فائدة في أنه لا يجوز اختراع اسم للنبيّ غير ما هو مأذون به في الشريعة بالإجماع، قال أهل العلم: “وقال الشبراملسيّ الشافعي: قوله (أي ‏مؤلف المتن) فلا يجوز اختراع اسم أو وصف لله تعالى (أي إلا ما أذنت به الشريعة ولو من طريق الإجماع)، ومثله النبيّ عليه الصلاة ‏والسلام (في ذلك)، فلا يجوز لنا أن نسميه (أي النبيّ) باسم لم يسمّه به أبوه ولا سمّى به نفسه كذا نقل عن سيرة الشامي، ومراده بأبيه جدّه ‏عبد المطلب لموت أبيه (يريد والد النبيّ عبد الله) قبل ولادته (هذا على قول لبعض أهل العلم).اﻫ. ونقله عنه الشروانيّ في حاشيته على ‏التحفة وأقرّه. وقال في الفواكه الدواني من كتب المالكية: لأن أسماءه تعالى وكذا صفاته (تعالى) توقيفية على المختار من الخلاف (في ‏ذلك)، بخلاف أسماء النبيّ عليه الصلاة والسلام، فإنها توقيفية اتفاقاً” أي لا خلاف في ذلك ألبتة، والمعنى كما تقدّم أنه لا يجوز اختراع ‏اسم للنبي لم يأذن به الشرع. أرجو الدعاء

قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: لا يجوز على الله التغيّر في ذاته ولا التبدّل في ‏صفاته. أرجو الدعاء.‏

وفق الله كاتبه وناشره وعافانا وختم لنا ولمن قال آمين بخير، آمين