من إرث الرحمة من علم شـيخنا الفقيه الحافظ عبد الله بن محمد الهرريّ رحمه الله ونفع به كاتبها وناشرها دنيا وآخرة، آمين، سؤال فجواب.
سؤال: هل يحصل من كرامات الأولياء إحياء ميّت؟
الجواب: حَصلَ إحياءُ الميّت في زمَن الرَّسول عليه الصلاة والسلام، امرأةٌ كانت أسلَمَت وآمنَت ثم تَركَت بلادَها لأنّ أهلَ بلَدِها كانوا مُشركِينَ في ذلكَ الوقت، حتّى لا يَفتِنَها المشركون عن دِينِها، حتى لا يَفتِنُوها عن دِين الإسلام تركَت بلدَها وأهلَها، جاءت مع ابنٍ لها شابّ إلى المدينة المنوَّرة، فبَينا هي في المدينة مرِضَ ابنُها الشّاب هذَا فماتَ وكانت هي غائبَة، غابَت لبَعض حاجَاتها فالنّاسُ غسّلُوه وكَفّنُوه وتَركُوه حتّى تأتيَ أمُّه، قالوا لا نَدْفِنُه حتّى تَحضُر أمُّه، نَنتَظر حضورَ أُمّه، فجاءت فقيلَ لها ابنُكِ تُوفّي قَد غَسّلناه وكفّنّاه بانتِظار مَجيئك، فدَعَتِ اللهَ تَعالى وتضَرَّعَت إلى الله، قالت اللّهم إنّي هَاجَرتُ مَحَبَّةً فِيكَ وفي رَسُولِكَ فلا تُحَمِّلْني هَذه المُصِيبَةَ ولا تُشْمت بِيَ الأعداء (المشركين من بلدها)، فما هوَ إلا أن تَحرَّكَ ابنُها مِن تحتِ الكفَن ثمّ قام وعاشَ بعدَ ذلكَ سنِين، هذه امرأةٌ ولِيّة منَ المدينةِ مِنَ النّساء اللاّتي كُنّ في زمَن الرَّسول، اجتَمعن بالرَّسول فاكتَسَبن منهُ برَكةً ودَرجَاتٍ عَاليَة، هذَا أيضًا يُعَدُّ مِن كراماتِ الأولياء.