إن الكيّس الفطنُ الذكيّ هو الذي يحاسبَ نفسَه في هذه الدُّنيا قبل أن يُحاسَبَ في الآخرة، الله يجعلنا منهم. والظالم ظالم لنفسه أولاً، وظلمه يرتدّ عليه عاجلاً أو آجلاً والغفلةُ لا تنفع، ومتاع الدُّنيا قليل وهو سريعاً إلى زوال، وهذا ماثل في الشاهد الذي رأيناه في أنفسنا وفي غيرنا، وفي ذلك عبرة لذوي العقول الراجحة، جعلنا الله منهم.
وفي حديث الترمذي وقال حَسَنٌ صَحِيحٌ: “إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرجِعُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصلِحُونَ مَا أَفسَدَ النَّاسُ مِن بَعدِي مِن سُنَّتِي”.
فاليومَ كَثُرَ المخالِفونَ والمنحرِفونَ عن سُنَّةِ الرسولِ أي عن شريعةِ الرَّسولِ، أي في العقيدةِ والأَحكامِ كَثُرَ المنحرفون الضالون كالدعاة للفتنة من أتباع ابن تيمية المجسّم وسيد قطب، ويسمّون أنفسهم أحياناً سلفية وأحياناً أسماء أخرى يغشون بها المسلمين، ونحن نرى آثار انحرافهم في البلاد حيث يستحلّون الدماء والأموال بغير حق، فطوبَى لِمَن جَعلَهُ اللهُ من الدُعاةِ إلى سُنَّةِ رسولِ اللهِ وأصحابه الكرام ومن تبعهم بإحسان عقيدةً وعملاً، فلِلّهِ الحمدُ على ما ألهمَنَا من التمسُّكِ بسُنَّة النبيّ والدَّعوةِ إليهَا، نسألُ اللهَ تعالَى أن يؤيِّدَنَا ويُثبِّتَنَا على ذلك. أرجو الدعاء، شكرا لكم
وطوبى لهم معناه الحسنى لهم، وفي لسان العرب كذلك أن طوبى شجرة في الجنة.
قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان.