يروى من وصية الإمام أبي حنيفة رحمة الله عليه لتلميذه يوسف بن خالد السمتي البصري حين استأذنه الخروج إلى البصرة:
قال: واصحب الأخيار وﻻ تحقرن مؤمنا يقصدك …وﻻ تخرجن سرك إلى أحدٍ.
ومن مرض من إخوانك فعده بنفسك، ومن غاب منهم فتفقد أحواله، وصل من جفاك وأكرم من أتاك.
واعفُ عمن أساء إليك ومن تكلم منهم بالقبيح فيك فتكلم فيه بالحسن الجميل، ومن كانت له فرحة هنيته لها ومن كانت له مصيبة عزيته عنها ومن أصابه هم فتوجع له به.
ومن استنهضك ﻷمرٍ من أموره نهضت له، ومن استغاثك فأغثه. من استنصرك فانصره. وكن كواحد منهم وارضَ منهم ما ترضى لنفسك، وعامل الناس معاملتك لنفسك، واستعن على نفسك بالصيانة لها والمراقبة ﻷحوالها… واعتصم بالتقوى.
واعلموا أن العون واﻻستنهاض واﻻستنصار والفرح مشروط بما فيه خير واﻻ فإن من أراد الحرام فننهاه.