التحذير مِن قول “جهلة الأربعين” عَمَّن تزوَّج زواجًا حلالاً مُستَحسَنًا.
بعض الناس في هذا الزمن – مِن الجهل والتَمادي في الكلام دون النظر في العواقب – يقولون كلمات فيها تكذيب للدين، منها قول بعض الناس إذا تَزَوج ابن أربعين أو أكثَر، تَزَوج زَواجًا حلالاً مُستَحسَنًا في الشرع يقولون “جَهْلَة الأربَعِين” هذا ذَمٌّ للزَواج الـمُستَحسَن.
الذي يَذُمّ شيئًا مُستَحسَنًا في الشرع يَكفُر.
معروفٌ عند المسلمين أنّ الشخص إذا احتاج للزَواج وكان يَجِد الأُهْبَةَ أنه يُستَحسَن له أن يَتَزوج، هو بحاجة ويَجِد إذا أراد كُلْفَة الزَواج (الأُهْبَة)، يَجِدُها، فهذا شىء مُستَحسَنٌ لو كان عمره أربعين أو خمسين أو أكثر أو أقلّ. ولو كان تَزَوج من بنت صغيرة، الرسول تزوج بعائشة هو كان كبيرًا في السِنّ صلى الله عليه وسلم وتَزوج بعائشة وهي صغيرة، لَـمّا بَنَى بها الرسول أي دَخَل عليها كان عُمُرها دون العشر سِنين فهذا ليس شيئًا حرامًا ولا هو شىء مُستَقبَح.
اليوم بسبب الجهل بعضُ الناس صارُوا يَعُدُّون مِثلَ هذا من الـمُستَقبَحات أو مِمّا يُعاب، هو ليس شيئًا مُستَقبَحًا وليس مِمّا يُعاب، كان معروفًا في العَرَب، في ذلك الوقت الكُفّار المشركون الذين كانوا مُولَعِين بتكذيب الرسول والطَعن فيه لو وَجَدُوا مَحَلاً لِيُطْعَنَ فيه بالرسول عليه الصلاة والسلام لطعنوا فيه. ما تَكَلَّموا في هذا. يعني لو كان هذا مَطْعَنًا عِندَهم سَبَبًا للطعن عِندَهم مَحَلّ طَعْنٍ لَطَعَنُوا فيه، ما تَكَلَّموا في هذا الأمر المشركون في ذلك الوقت وكانوا مُولَعِين بتكذيب الرسول وبالطعن في الرسول. ما فَعَلوه، لأنه ليس مَحَلَّ طعن. اليوم الجُهّال صاروا يعتبرونه مَحَلّ طعن أنّه كان كبيرًا وتَزَوَّج بعائشة وهي صغيرة.
فالذي يَعرِف هذا أنّ الرسول تَزَوج بصغيرة أو يَعرِف أنّ المسلمين يَستَحسِنون هذا الأمر لا يَستَقبِحونه فسَمِع أنّ إنسانًا كبيرًا تَزَوَّج صغيرة فاعتَبَر هذا مَحَلاً للطعن به لأنه فَعَل هذا الفِعل فهذا كُفرٌ أيضًا.