النصيحة لها موقع عظيم في الدين، الحديث الشريف يقول: “الدّين ‏النصيحة”

Arabic Text By Jun 07, 2016

من الشيخ عبد الرزاق الشريف حفظه الله

النصيحة لها موقع عظيم في الدين، الحديث الشريف يقول: “الدّين ‏النصيحة” رواه ‏مسلم.‏

الإنسان المتواضع يقبل النصيحة وإن أتَـته ممن يظنه أقلّ منه، وإن ‏تكن علناً يقبلها ‏ويدعو لناصحه، هذا دأب الصالحين، هذا إن كانت ‏النصيحة مؤيّدة بالدليل الشرعي. ‏

أداء النصح في أمر الدين إن كان هناك خطر أن يَعتقد شخصٌ ما ‏الباطل لا يُؤخَّر، ‏بل يجب الإسراع ببيان الحق خشية حصول ضرر ‏في الاعتقاد أو نقل الباطل إلى ‏غيره.‏

النصيحة حلوة ولذيذة لمن فهم المراد منها. من كان قاهراً لنفسه ‏مهذّباً لها يجد حلاوة ‏النصيحة ويدعو لمن نصحه بخير.‏

بعض الناس تأنف نفوسهم من قبول النصيحة، تتحرك نفوسهم. هم ‏يعرفون أن ‏النصيحة في محلها ولكن شيطانهم يزيّن لهم عدم قبولها ‏فوراً أو تأخير أدائها، ‏وبعضهم يحبّ أن تأتي عن طريقه هو دون ‏غيره، يظن بنفسه أن له رتبة ومزية، ‏فيحب أن تكون له اليد العليا ‏في أداء النصيحة ولو تأخر الأمر حيث يجب الاستعجال. ‏هذا خلاف ‏المطلوب من حيث الشرع.‏

النصيحة التي هي ثابتة كالشمس من حيث الشريعة بشهادة الثقات ‏العدول لا بمجرد ‏القيل والقال، هذه من أنفت نفسه من قبولها أو ‏أخّرها وفيها إحقاق حق أو إبطال ‏باطل، فهذا لا يدلّ على التواضع.‏

ليس الشأن في الشهرة بين الناس، الشأن في تقوى الله.‏

الله يرحمنا. إن كان أحدنا ناقصاً فلا يُعاب فعله الموافق للحق ولا ‏يُنتقد. من انتقده ‏وعاب فعله وهو ناصح له، فهذا لا يدلّ على قهر ‏النفس والرّفعة. ‏

نحن لا ندري كم بيننا وبين القبر، نخرج من هذه الدنيا كما دخلنا ‏فيها، ليس علينا أي ‏قطعة ثياب معهودة.‏

لا أكتب هذا وأنا مدّع للكمال بل أنا بعيد منه، الله تعالى يتدارك ‏كاتبها ومشايخه ‏وناشرها برحمته في الدنيا والآخرة، آمين. أرجو منكم الدعاء، شكراً‎.‎