من الشيخ عبد الرزاق الشريف حفظه الله
النصيحة لها موقع عظيم في الدين، الحديث الشريف يقول: “الدّين النصيحة” رواه مسلم.
الإنسان المتواضع يقبل النصيحة وإن أتَـته ممن يظنه أقلّ منه، وإن تكن علناً يقبلها ويدعو لناصحه، هذا دأب الصالحين، هذا إن كانت النصيحة مؤيّدة بالدليل الشرعي.
أداء النصح في أمر الدين إن كان هناك خطر أن يَعتقد شخصٌ ما الباطل لا يُؤخَّر، بل يجب الإسراع ببيان الحق خشية حصول ضرر في الاعتقاد أو نقل الباطل إلى غيره.
النصيحة حلوة ولذيذة لمن فهم المراد منها. من كان قاهراً لنفسه مهذّباً لها يجد حلاوة النصيحة ويدعو لمن نصحه بخير.
بعض الناس تأنف نفوسهم من قبول النصيحة، تتحرك نفوسهم. هم يعرفون أن النصيحة في محلها ولكن شيطانهم يزيّن لهم عدم قبولها فوراً أو تأخير أدائها، وبعضهم يحبّ أن تأتي عن طريقه هو دون غيره، يظن بنفسه أن له رتبة ومزية، فيحب أن تكون له اليد العليا في أداء النصيحة ولو تأخر الأمر حيث يجب الاستعجال. هذا خلاف المطلوب من حيث الشرع.
النصيحة التي هي ثابتة كالشمس من حيث الشريعة بشهادة الثقات العدول لا بمجرد القيل والقال، هذه من أنفت نفسه من قبولها أو أخّرها وفيها إحقاق حق أو إبطال باطل، فهذا لا يدلّ على التواضع.
ليس الشأن في الشهرة بين الناس، الشأن في تقوى الله.
الله يرحمنا. إن كان أحدنا ناقصاً فلا يُعاب فعله الموافق للحق ولا يُنتقد. من انتقده وعاب فعله وهو ناصح له، فهذا لا يدلّ على قهر النفس والرّفعة.
نحن لا ندري كم بيننا وبين القبر، نخرج من هذه الدنيا كما دخلنا فيها، ليس علينا أي قطعة ثياب معهودة.
لا أكتب هذا وأنا مدّع للكمال بل أنا بعيد منه، الله تعالى يتدارك كاتبها ومشايخه وناشرها برحمته في الدنيا والآخرة، آمين. أرجو منكم الدعاء، شكراً.