يوم يُكشفُ عن ساق ويُدعون إلى السجود فلا يستطيعون

Arabic Text By Jun 07, 2016



سئل شيخنا رحمه الله تعالى رحمة واسعة ونفعنا به وأمدنا بأمداده:

تقول الآية الشريفة: {يوم يُكشفُ عن ساق ويُدعون إلى السجود فلا يستطيعون} [سورة القلم].

(الله منزه عن الجوارح، ليس كمثله شيء).

فأجاب شيخنا الهرري رحمه الله وغفر له ولوالديه: سجود امتحان هذا حتى يتميَّز المؤمنون الذين كانوا يسجدون لله تعالى عن نيّةٍ وإخلاص من المنافقين الذين كانوا يتظاهرون بالإسلام ولم يكونوا مسلمين، كانوا يسجدون في الدنيا مع المسلمين أحياناً. هؤلاء يسمَّون منافقين وهم الذين لم تؤمن قلوبُهم لكنّهم كانوا يتظاهرون بالإسلام. حتى ينكشف أمر هؤلاء وينفضحوا الله تعالى يأمر الناس بأن يسجدوا، فالمؤمنون يسجدون، يستطيعون السجود، أما هؤلاء المنافقون لا يستطيعون لا تطاوعُهم ظهورهُم على السجود فينفضحون. فالمنافقون هم أناس لمّا يجتمعون بالمسلمين يصلّون ويذكرون الله لكنّهم لم يؤمنوا بقلوبهم، كان في زمن الرسول من أولئك عدد قليل في المدينة المنورة أحدُهم هو الذي قال: “ليُخرجَنَّ الأعزّ منها الأذلَّ ” (الأعز يريد هذا المنافق نفسه، ويريد بالأذل النبيّ والعياذ بالله) وهو يسمى عبدَ الله بن أُبَيّ، هذا سجودُ امتحان ليس سجود تكليفٍ كالسجود الذي كان في الدنيا للثّواب، ثم ذلك مرةً واحدة لا يُكَرّر. كما أنه يوجد اليوم أناس إذا اجتمعوا بالمسلمين يتظاهرون بالاسلام وإذا انفردوا يطعنون في الاسلام يقولون الإسلام رجعية، منهم من كان يفعل ذلك خوفاً من السّيف في زمن الرسول، كانوا يفعلون خوفاً من القتل لأنهم لو أظهروا ما في قلوبهم من تكذيب الرسول كانوا يُقتَلون، فخوفاً من ذلك كانوا لما يكونون عند الرسول يقولون يا رسول الله استغفر لنا، ولما يبتعدون من عنده ويخلو بعضُهم ببعض يسبّون الرسول ويصدحون بتكذيبه.