أما المال والولد وغيرُ ذلك من أمور الدنيا فليست هي التي تضمن السّعادَةَ للإنسان

Miscellaneous By Jun 07, 2016


قال شيخنا عبد الله الهرري رحمه الله:

أما المال والولد وغيرُ ذلك من أمور الدنيا فليست هي التي تضمن السّعادَةَ للإنسان إنّما طاعةُ الله تعالى هي التي تضمن السّعادة للإنسان، السعادةُ هي السعادة الأخروية اما السعادة الدّنيوية فهي معلومة، أن يكون للإنسان دَارٌ واسعةٌ وأن يكون له مركبٌ هنيءٌ إلى غير ذلك من أنواع سعادة الإنسان الدنيويّة، هذه السّعادة الدنيويّة لا تضمَنُ للإنسان السعادة الأخروية بل كثير من الناس لا حظّ لهم عند الله كبير، يكونون في الدّنيا مُترَفين بأنواع من النِـّعَم وممتّعين بالصّحة والنّشاط وهم متقلبون في معصية الله تبارك وتعالى، هؤلاء هذا دليلٌ على أنّهم في الآخرة حظُّهم قليل، إن ماتوا مسلمين حظهم في الآخرة قليل، من كان حظّه في الآخرة كثيراً لا يكون هكذا، أكثر الصالحين الذين يحبّهم الله تعالى من عباده حَظُّهم من الدّنيا قليل، أكثَرُ الصّالحين الرّسولُ أخبَرَنَا عنهم بأنّ الله يحمِيهِم من الدُّنيا كما يحمي الإنسَانُ مَرِيضَهُ من الماء، بعض الأمراض يُحمى فيها المريضُ من الماء فكما يحمي الشخصُ مريضَهُ من الماء إذا كانَ لا يَصلُحُ له الماء، كذلك الله تعالى يحمي عبدَه الذي يحبُّه من الدّنيا، أي لا يوسِـّعُ عليه من المال، أمّا الذين يجمعون بينَ الغِنَى والصَّلاح والتّقوى فهم قِلّةٌ قليلةٌ بالنسبة للآخرين من الأغنياء، أغلبُ الأغنياء ملتهونَ بدنياهُم عن طاعة الله تبارك وتعالى إنما القليل القليل هم الذين يجمعونَ مالاً حلالاً ويصرِفُونه في الحلال وهم محافظون على طاعة الله تبارك وتعالى، لا يفرح أحدٌ بكون الرّجُلِ متقلّباً في النعيم والصحة، هذا ليس دليلَ الرّضى عند الله، كثيرٌ من الناس لما يكونونَ بحالة بَسط ورخَاء يقولون الله يحبّني هذا كذبٌ، إنما الذي يحبُّه الله تعالى هو المؤمن التّقي الذي يؤدّي الواجبات ويجتنب المحرّمات، هذا الذي يحبُّه الله أما هؤلاء المغرورون يكونون مُعرِضين عن طاعةِ الله لا يعرفون الحلال والحرام يقولون نحن مسلمون ويتخبّطون في الحرام، وينغمسون في الحرام، ويقولون بأنّهم مترفّهون في عيشتهم والبلايا لا تكثُر عليهم، يقولون نحن الله راضٍ عنّا الله يحبُّنا والعياذ بالله، هؤلاء هلكُوا، مَهما كان الإنسانُ في هذه الدّنيا مبتلى بالأمراض والفقر فهو على خيرٍ عند الله إن كان دينُه سَلِمَ له، أي إن كان يؤدّي الواجبات ويجتنب المحرمات فهو عند الله تعالى على خير مهما بَلغَ في مَصائب الدّنيا التي تصيبُه. اهـ