بادروا بالصالحات قبل الفوات.

Miscellaneous By Jun 07, 2016


بادروا بالصالحات قبل الفوات.

اقترب رمضان شهر الخيرات والمبرّات، ولكن ليس معنى ذلك أن المؤمن ينتظر حلول رمضان ليفعل ‏الخيرات. ليس رمضان وحده موسماً لفعل الخيرات، المؤمن يشتغل بالخير والإحسان كلّ السنة سواء في ‏رمضان أو قبله أو بعده وإن يكن في رمضان وغيره من الأوقات المباركة أكثر اجتهاداً اقتداء بالنبي صل الله ‏عليه وسلم.‏

ففي البخاري عَن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَجوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجوَدُ مَا يَكُونُ فِى ‏رَمَضَانَ حِينَ يَلقَاهُ جِبرِيلُ، وَكَانَ يَلقَاهُ فِى كُلِّ لَيلَةٍ مِن رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ ‏وَسَلَّمَ أَجوَدُ بِالخَيرِ مِن الرِّيحِ المُرسَلَةِ.‏

قوله: (فيدارسه القرآن) قيل: الحكمة فيه أن مدارسة القرآن تجدد له العهد بمزيد غنى النفس والغنى سبب ‏الجود. والجود فى الشرع إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي وهو أعمّ من الصدقة. وأيضا فرمضان موسم الخيرات ‏لأن نعم الله على عباده فيه زائدة على غيره، فكان النبى صلى الله عليه وسلم يؤثر متابعة سنة الله في عباده، ‏فبمجموع ما ذكر من الوقت والمنزول به والنازل والمذاكرة حصل المزيد فى الجود، والعلم عند الله تعالى.‏

والريح المرسلة أي المطلقة يعنى أنه في الإسراع بالجود أسرع من الريح، وعبّر بالمرسلة إشارة إلى دوام ‏هبوبها بالرحمة، وإلى عموم النفع بجُوده عليه الصلاة والسلام كما تعمّ الريح المرسلة جميع ما تهبّ عليه.‏

قال الحافظ النووي: وفي الحديث فوائد، منها الحث على الجود فى كل وقت، ومنها الزيادة فى رمضان وعند ‏الاجتماع بأهل الصلاح. وفيه زيارة الصلحاء وأهل الخير، وتكرار ذلك إذا كان المزور لا يكرهه، واستحباب ‏الإكثار من القراءة (اي للقرآن) في رمضان وكونها أفضل من سائر الأذكار إذ لو كان الذكر أفضل أو مساوياً لفعلاه ‏(أي النبيّ وجبريل).‏

قال الحافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن ابتداء نزول القرآن كان فى شهر رمضان، لأن نزول القرآن إلى ‏السماء الدنيا جملة واحدة كان في رمضان كما ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنه.‏

ومن جملة السنن المستحبات الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام، مَن أرسله الله ‏تعالى رحمة مهداة، جزاه الله عن أمته خيراً. أرجو الدعاء لكاتبه وناشره وفقنا الله تعالى وعافانا، آمين