قال الطحاوي بمصر رحمه الله:
فهذه جملةُ ما يَحتاجُ إليه من هو مُنوّرٌ قلبُه من أولياء الله تعالى، وهي درجةُ الراسخين في العلم، لأن العلمَ علمان: علمٌ في الخلق موجودٌ، وعلمٌ في الخلق مفقودٌ، فإنكارُ العلم الموجود كفرٌ (كمن ينكر حدوث شيء من هذا العالم وكونه مخلوقاً لله تعالى فإنه يكفر، وهذا يدخل تحته ابن تيمية لنصه في كتبه على أزلية نوع العالم يقلد فلاسفة الإغريق الكفار، ومثلهما ابن سينا والفارابي وابن رشد الحفيد الضالون)، وادّعاءُ العلم المفقود كفرٌ (كمن يدّعي معرفة الغيب كله هو كذلك ضالٌّ كافر كبعض المتصوفة يدّعون أن مشايخهم يعرفون كلّ الغيب، أو أن الرسول يعرف كلّ الغيب، هذا ضلال مبين). ولا يثبتُ الإيمانُ إلا بقبول العلمِ الموجودِ وتركِ طلبِ العلمِ المفقود.
ونؤمنُ باللوح (أي اللوح المحفوظ وهو فوق العرش، ولذلك ولغيره استحال عقلاً وشرعاً وصف الله بأنه جالس فوق العرش والعياذ بالله، قال الشافعي إن ذلك كفر من معتقده) والقلم (أي القلم الأعلى) وبجميع ما فيه (أي في اللوح المحفوظ) قد رُقِمَ (أي كتب فيه)، فلو اجتمعَ الخلقُ كلُّهُم على شيء كتبه اللهُ تعالى فيه (في اللوح المحفوظ) أنهُ كائنٌ ليجعلوهُ غيرَ كائن لم يقدروا عليه. ولو اجتمعوا كلّهُم على شيء لم يكتبه اللهُ تعالى فيه ليجعلوه كائنًا لم يقدروا عليه. جفَّ القلمُ بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة (مشيئة الله لا تتغيّر، وعلم الله لا يتغيّر. من نسب التغيّر إلى الله تعالى أو إلى صفة من صفاته خرج من الإسلام).
قال الإمام أبو حنيفة: الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان.