من إرث الرحمة من علم شيخنا الفقيه الحافظ الأصولي عبدالله الهرري الأشعري الشافعي قال رحمه الله: ومما يجب الإيمان به وجود الأولياء وكراماتهم. أما الوليّ فهو المؤمن المستقيم بطاعة الله. قال الله تعالى: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُم يَحزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [سورة يونس]. وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحزَنُوا وَأَبشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [سورة فصلت] . وصف الأولياء بالاستقامة وهي لزوم طاعة الله بأداء الواجبات واجتناب المحرمات والإكثار من نوافل العبادات.
ثم الكرامة هي أمر خارق للعادة تظهر على يد المؤمن المستقيم بطاعة الله وبذلك تفترق الكرامات عن السحر والشعوذة. وتفترق الكرامة عن المعجزة بأن المعجزة تكون لإثبات النبوة، وأما الكرامة فتكون للدلالة على صدق اتباع صاحبها لنبيه. وهي قد تقع باختيار الوليّ وطلبه. قال بعضهم (من أهل العلم): “وقد يكون من لا يكشف له أفضلَ ممن كوشف لأن الذي يُكاشف بشيء من الخوارق قد يكون ذلك ليقوى إيمانه ويثبت جنانه. وفوق هؤلاء أقوام باشر بواطنهم روح اليقين وصفت سرائرهم بنور التقوى فلا حاجة لهم إلى مدد من الحوادث”، ولهذا لم تكثر في الصحابة الكرامات كثرتها في من بعدهم.