سؤال: ما معنى الخالق؟
الجواب: معنى الخالق أن الله وحده هو الذي أبدع وكوَّن جميع الحادثات، أي أبرزها من العدم إلى الوجود، فلا خلق بهذا المعنى إلا لله، قال الله تعالى: {هَل مِن خَالِقٍ غَيرُ الله} (سورة فاطر)، أي لا خالق إلا الله.
الله خالق الأجسام وصفاتها. كل ذلك مخلوق لله.
الله تعالى ذمّ الكفار وجعل من علامتهم ما استدلّ به عليهم ووبّخهم عليه فقال عز وجلّ: “وجعلوا له من عباده جزءًا” (الزخرف، 15)، فدلّ ذلك على أن الله منزه عن الجسمية لأن ما يجوز عليه الجزئية هو الجسم، أما الله تعالى فمنزه عن ذلك.
قال الإمام فخر الدين الرازي (606 هـ.) في تفسيره عند قول الله تعالى من سورة يوسف الآية 40: “مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلا أَسمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُم وَآبَاؤُكُم مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلطَانٍ”، ما نصه: “وهذا قول المشبهة فإنهم تصوّروا جسماً كبيراً مستقراً على العرش ويعبدونه، وهذا المتخيّل (بضم الميم وفتح التاء والخاء وتشديد الياء المفتوحة) غير موجود البتة، فصحّ أنهم لا يعبدون إلا مجرّد الأسماء”.
فمن اعتقد أن الله جالس على العرش لا يعرف الله تعالى كما قال الرازي.
وقبل الإمام الرازي، الإمام الشافعي نصّ على أن من قال إن الله جالس على العرش فهو كافر، نقله ابن المعلم القرشي في كتابه نجم المهتدي ورجم المعتدي.
رحم الله الإمام الرازي قتله مشبهة زمانه بالسمّ بعد أن عجزوا عن كسر حججه العقلية والنقلية لأنه كان قويّ المناظرة عالماً ابن عالم فقيهاً ابن فقيه؛
قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان.