سؤال: نرجو شرح مسألة رؤية المؤمنين لربّهم سبحانه في الآخرة؟
الجواب: يجب اعتقاد أن المؤمنين وهم في الجنة يرَون الله تعالى بلا كيف ولا مكان ولا جهة.
وهذا أفضل نعيم وأكبر نعيم يناله من مات مؤمناً بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، أنه يرى ربّه يوم القيامة بلا كيف ولا مكان، سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في الفقه الأكبر: “والله تعالى يُرى في الآخرة، ويراه المؤمنون وهم في الجنة بأعيُن رؤوسهم بلا تشبيه ولا كيفية ولا كمية، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة”. وقال في الوصية: “ولقاء الله تعالى لأهل الجنة بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة، حق”.
ومعلوم أن أبا حنيفة من التابعين الذين لقوا بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وله منزلة عالية بين الأئمة الأربعة وكلهم على خير وهدى رضي الله عنهم.
فالإيمان برؤية المؤمنين لله تعالى بأعين رؤوسهم في الآخرة حقٌّ. يرونه وهم في الجنّة وهو سبحانه بِلا كيفٍ ولا تشبيه ولا جهة كما نصَّ على ذلك أبو حنيفة، أي أنّه تعالى لا يكون في جهة ولا مكان ولا مقابلة للمؤمنين. المؤمنون في مكانهم في الجنّة يرونه سبحانه رؤية لا يكون عليهم فيها اشتباه ولا شك ولا ريب. لا يشكّ المؤمنون هل الذي رأوه هو اللهُ تعالى أو غيرُه كما لا يشكّ مبصِرُ القمرِ ليلةَ البدرِ ليس دونه سحابٌ أَنَّ الذي رآه هو القمر.
وفي ذلك قال الرَّسول صلى الله عليه وسلم “إِنَّكم سترون ربَّكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلةَ البدرِ لا تَضامُّون في رؤيته” رواه مسلم، وهي بتشديد الميم لا تتزاحمون في رؤيته تعالى، وفي روايةٍ “لا تُضَامُونَ” بتخفيف الميم من الضيم وهو الظلم.
الرسول شبَّه رُؤْيَتَنَا لله تعالى من حيثُ عدمُ الشَّكِ، برؤيةِ القمر ليلة البدر. ولم يشبِّه الرسولُ ربّه تعالى بالقمر كما زَعَمَ بعض المشبهة والعياذ بالله تعالى.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله عند شرح هذا الحديث: “وهو (أي الله) متعال (منـزّه) عن الجهة. والتشبيه برؤية القمر للرؤية (أي في عدم الشك) دون تشبيه المرئي (وهو الله) تعالى الله عن ذلك (أي تعالى الله عن تشبيهه بالقمر).ا.هـ. أرجو نشرها والدعاء لكاتبها وناشرها في هذه الليالي والأيام المباركة، أرجو لنا ولأهلنا وأولادنا وأحبابنا، لطف الله بنا جميعاً في الدنيا والآخرة، آمين