تحذير شرعي واجب: حزبُ الإخوان الذين يقال لهم “الإخوان المسلمون” انحرفوا اليوم عن الحق، في هذا العصر ومنذ نحو 50 سنة كثير منهم اتبعوا أفكار الضالّ سيد قطب في تكفير المجتمعات الإسلامية وقالوا بوجوب قتالها، وهؤلاء ضالون منحرفون، قالوا كذلك بتكفير من حكم بغيرِ القرآنِ ولو في حكمٍ واحدٍ.
سيد قطب قال إن هذا الحاكم ردَّ أُلوهيةَ اللهِ وادَّعى الألوهيةَ لنفسِه يحتج بقولِ اللهِ تعالى: “ومن لم يحكُم بما أَنزلَ اللهُ فأولئكَ هم الكافرون” (المائدة، 44). وقطب بذلك فتح باب فتنة كبيرة واستحَلَّ بذلك دماءَ المسلمين في شرق الأرض وغربها، وهكذا يفعل أتباعه في المسلمين يكفرونهم ويحاربون أمة الإسلام ويقتلون منهم كلّ يوم بسلاح مشبوه في تمويله ومصادره والدعاية التي تعمل لهم في وسائل الإعلام المغرضة الخبيثة.
وتفسيرُ سيد قطب لهذهِ الآيةِ مُخالفٌ لما فَسَّرَها بهِ عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ رضي الله عنهما ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المعروفُ بترجمان القرآن، والرسولُ صلى الله عليه وسلم دعا له بفهمِ القرآن، ففي صحيحِ البخاريِّ المجلدِ الأولِ باب قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: “اللهمَّ علِّمْهُ الكتاب” أنَّ الرسولَ عليهِ السلامُ الْتَزَمَهُ وقالَ: “اللهمَّ علِّمْهُ الكتابَ”. وقال أيضاً “اللهم فقّهه في الدين وعلمه التأويل” أي تفسير القرآن وهذا أيضاً حديث صحيح رواه ابن حبان.
وقول سيد قطب هذا مخالف لتفسير غيرِ ابنِ عباس من الصحابةِ ومن تبِعَهُم إلى يومِنا من علماءِ الإسلامِ، فإنهُ ثَبتَ عن ابنِ عباسٍ ما ذكرهُ الحاكمُ في المستدركِ وهذا نصُّهُ: “أخبرَنا أحمدُ بنُ سليمانَ الموصلي ثنا عليُّ بنُ حرب ثنا سفيانُ بنُ عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس قالَ: قال ابنُ عباس رضي الله عنهما: إنهُ ليس بالكفرِ الذي يذهبونَ إليهِ، إنهُ ليس كفراً ينقُلُ عنِ الملَّةِ، [ومن لم يحكُم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون] كفرٌ دونَ كفرٍ”. هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ. انتهى من المستدرك وفي إسناده مجتهدون أمثال طاووس وسفيان بن عيينة، وابن عباس كان مجتهداً كذلك، فماذا يكون سيد قطب إلا كناموسة تناطح الجبال.
وقولُ ابنِ عباس “كفرٌ دون كفرٍ” يريد حرام من الكبائر مثل الرياء، فإنَّ الرسولَ سماهُ الشرك الأصغر أي ليسَ الشرك الأكبر الذي ينقلُ عن الملةِ، فإنَّ الشركَ الأكبر أي عبادة غير الله هو الذي ينقُلُ عنِ الملَّةِ ويُخرج من الإسلام، والدليل ما روى الحاكمُ في المستدركِ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنهُ قال:” اتَّقوا الرياءَ فإنهُ الشِّركُ الأصغر”، فنقولُ كما أنَّ الرسولَ أثبت الشركَ الأصغرَ كذلك ابنُ عباس فسَّرَ قولَ اللهِ تعالى: [فأولئكَ همُ الكافرونَ] كفرٌ دونَ كفرٍ، أي ليسَ الكفر الذي ينقُلُ عنِ المِلَّةِ، فتبيّن أن سيد قطب منحرف عن الإسلام وفكره موافق لفكر فرقة من الخوارج يقال لها البيهسية تكفّر الأمة كلها والعياذ بالله، هذه حقيقة فكر التكفيريين من أتباع سيد قطب أنهم خوارج انحرفوا عن الإسلام وضلوا وليسوا من أهل السنة والجماعة.