أن يكون الانسان من اهل العلم ليس معناه انه يعلم الغيب.
بعض العلماء حسّنوا الظن ببعض الفاسدين اذ لم تظهر لهم علامة تدل على فساد معتقدهم فحسنوا فيهم الظن ومدحوهم بناء على ما رأوا او سمعوا عنهم، ولكن خفيت عليهم بعض الأمور التي تتعلق بهؤلاء.
ومنهم ابن تيمية الذي كان من بيت علم، في بيتهم أمثال الشيخ مجد الدين ابن تيمية فقيه حنبلي معروف.
ولكن بعد طول تفتيش وبحث ظهر فساد حال ابن تيمية لمثل الذهبي الذي كان مولعاً به.
ومع تعصبه لابن تيمية للذهبي رسالة يقدح فيها في ابن تيمية ويقول ان علماء مصر والشام كفروه، أي لما ثبت عندهم من ضلاله.
هي رسالة ثابتة للذهبي نقل هذا النص منها ونصوصاً أخرى الحافظ السخاوي المتوفى سنة 902، والسخاوي قريب عهد بالذهبي المتوفى سنة 748، وهو اي السخاوي تلميذ ابن حجر العسقلاني وهم من الحفاظ المعروفين.
السخاوي ذكر رسالة الذهبي الى ابن تيمية، قال في كتابه الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ إنه رآها، فلا وجه لإنكارها كما تفعل الوهابية.
الذهبي كان مولعاً في أول الأمر بابن تيمية، لكن قال في رسالته تلك وسماها “بيان زغل العلم” حيث يذمه: “وقد تعبت في وزنه وفتشه سنين متطاولة”، ثم ذمه قال فيه “وما دفع الله عنه وعن أتباعه أكثر، وما جرى عليهم إلا بعض ما يستحقون” اي من السجن والنكال بهم، قال “وقد رأيت ما آل أمره إليه (أي نهاية أمره) من الحط عليه والهجر والتضليل والتكفير والتكذيب بحق وبباطل”.
انظر الى اعتراف الذهبي بأن ابن تيمية كفروه بحق وكذبوه بحق. وإن قال “وبباطل” ولكن قدم قوله “بحق”.
الذهبي كان يحبّ ابن تيمية جدا ومع ذلك قال فيه تلك العبارات الشديدة لما رأى من انحرافه وتكبره ونيله من العلماء.
ابن تيمية يحاول الحشو والتشبيه والتجسيم كيفما سار، ولذلك قال الامام الكبير تقي الدين السبكي فيه:
يحاول الحشو أنى كان فهو له…
حثيث سير بشرق أو بمغربه؛
يرى حوادث لا مبدا لأولها…
في الله سبحانه عما يظن به؛
هذا كلام الامام السبكي المتوفى سنة 756 للهجرة، يتكلم في ما ثبت عنده وعند غيره واشتهر في كتب ابن تيمية (ت 728 هجرية) من القول بأزلية المخلوقات. قال إن نوع العالم لا أول له ولا بداية، قال هو مع الله في الأزل، وهذا كفر بالاجماع لأنه تكذيب لقول الله واصفاً نفسه في القرآن الكريم: “هو الأول” معناه هو الأزلي وكل ما سواه مخلوق محدث له بداية.
وهو أي ابن تيمية يعترف في الفتاوى بأن القول بأزلية نوع العالم من قول الفلاسفة اليونان ومع ذلك يوافقهم فيه.
القاضي عياض في الشفا يقول: “ونقطع (نجزم بلا شك)، على كفر من قال بقِدم العالم أي أزليته أو شك في ذلك على مذهب بعض الفلاسفة والدهرية”.