-قال الإمام الشيخ عبد الله الحبشي رحمه الله وغفر له ولوالديه :
وممّا يجب حفظ اللسان عنه بحيث إنّ من لم يحفظ لسانه منه يقع في الكفر كذلك من اعتقده يقع في الكفر الاعتراض على رسول الله في أمر ينتقده عليه بعض الملحدين كتكثير الزواج، هو رسول الله لم يكن متعلّق القلب بالنّساء ولا بالمال إنّما هو متعلق قلبه بالله لكن تكثير الزواج الله تعالى أمَرهُ لأنّ فيه حكماً شرعية، مصالح شرعيّة، مصالح دينيّة، لأجل هذه المصالح الدينيّة عدّد الزّواج رسول الله،
الله تعالى أحلّ له أن يجمَعَ بين اكثر من أربع وحرّم على أمته ان يجمعوا في ءانٍ واحدٍ بين أكثر من أربع. فمن يعترض على رسول الله بذلك ويقول إن فكرهُ منهمك بالنّساء فهذا كفر والعياذ بالله تعالى، هو الرسول عدّد الزوجات لحكمةٍ تعود إلى مصلحة الدّين هكذا قُلنَ وعلّمنَ غيرَكُنَّ، لأن هؤلاء النّساء كلّ واحدة منهنّ تعلمت منه الدين ولا سيما المسائل الشرعية التي تتعلق بالنساء من حيض ونحو ذلك، تعلّمن منه ثمّ هنّ يُعَلِّمْنَ النساءَ الأخريات ثم كذلك يعلّمن أمور الدين الأخرى التي ليست خاصة بالنساء، يعلّمن الرجال وللنساء،أزواج الرسول كنّ يُفْتينَ للرّجال يعطين الفتوى للرّجال والنساء لكن كانت فتاواهنّ للنساء أكثر من فتاواهنّ للرّجال،
وهناك حكم أخرى غير هذا لهذا عدّد الزواج ليس من شدّة تعلقه بالنساء، فمن انتقده في هذا أو جعل هذا “مَغْمزاً” ومَطْعناً فيه فهو كافرٌ بالله العظيم، فحذّرنَ من ذلك ودافعن عن رسول الله تَحْظين من الله تعالى بكرامة وزلفى عنده.
ومن جملة العلامات الدالة على أنّه لم يكن متعلّق القلب بالنّساء أنه كان لما يأتي دورُ عائشةَ وهي كانت أصغرهنّ سنًّا وأجمَلهُنَّ يتركها على الفراشِ ويذهب إلى الجبّانة ليلاً وحدهُ يدعو لأهل الجَبّانة ويستغفر لهم ثمّ يعود، وهي دورها منه في الأسبوع يوم تقريباً، دورها تقريباً في الأسبوع ليلة، وهذه الليلة لا يقضيها كلّها عندها، هذه الليلة يتركها ويذهب إلى الجبّانة وحده، فالذي يكون متعلق القلب بالنساء لا يفعل هذا. والله اعلم . اهـ