فائدة: فلما ثبتت الأزلية لذات الله وجب أن تكون صفاته أزليةً لأن حدوث الصـفة يستلزم حدوث الذات.
– الشرح: أن ما كان موصوفاً بصفةٍ حادثةٍ لا بد أن يكون هو حادثاً، لذلك لا يجوز أن يكون الله موصوفاً بصفةٍ حادثةٍ. بعض المشبـهة مثل ابن تيمية من فساد عقولهم يقولون الله يتكلم مثلنا بكلامٍ هو حرفٌ وصوتٌ وهذا كفرٌ لأن فيه تشبيه الله بخلقه. ثم يزيدون على ذلك فيقولون وكلامه أزلى ليس له ابتداءٌ فيناقضون أنفسهم.
هؤلاء كأنهم لا عقول لهم، وذلك لأننا نعرف بالحسّ أن الحرف مخلوقٌ والصوت مخلوقٌ. إذا قلت (بسم) فقد تلفظت بالباء قبل السـين وبالسـين قبل الميم، وما كان كذلك لا شك هو مخلوقٌ. فكيف يقولون بعد هذا إن الله موصوفٌ بالحروف و الأصوات؟ ثم يزيدون فيقولون إنها أزليةٌ لا ابتداء لها!! هذا كلامٌ فاسدٌ متناقض بلا شكٍ. ولما ثبت بالعقل والنقل أن ذات الله تعالى أزلى لا ابتداء له وجب أن تكون صفاته أزليةً لا ابتداء لها.
قال الإمام أبو حنيفة رضى الله عنه فى كتابه الفقه الأكبر: وصفاته تعالى فى الأزل غير محدثةٍ ولا مخلوقةٍ. ومن قال إنها محدثةٌ أو مخلوقةٌ أو وقف فيها أو شك فيها فهو كافرٌ بالله تعالى. إهـ.
قال الإمام احمد الرفاعي رضي الله عنه: غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان.
وقال الإمام ذو النون المصري: مهما تصوّرت ببالك فالله بخلاف ذلك.