قال الإمام الشيخ عبد الله الحبشي رحمه الله وغفر له ولوالديه :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين .
أما بعد فقد رَوَينا في صحيح مسلمٍ من حديثِ عثمانَ بن عفانَ رضيَ الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من توضّأ فأحسن وضوءه خرجت منه خطاياه حتى تخرُجَ من أظافره ” .
الوضوء فيه فائدة كبيرة لمن أحسنه أي لمن أتقنه أي لمن توضأ كما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ . فعلينا أن نطبّق وضوءَنا على وضوءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يحوز المتوضىءُ هذا الأجر . هو الوضوءُ يمحُو الله تعالى به الخطايا خطايا الوجهِ وخطايا اليدين وخطايا الرجلين لكن هذا ليس لكل متوضىءٍ، لا، إنما لمن توضأ فأحسن وضوءَه أي أتقن وضوءَه أي كان موافقاً لوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كيف كان وضوءُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان الرسول عليه الصلاة والسلام يضع الماء في هذه اليد يَصُب الماء في هذه اليد أو يغْرِف بهذه اليد ثم يضيف إلى اليد الأخرى فيغسل هكذا ثلاثاً في أكثر الأحوال . وفي بعضِ الأحوال مرتين وفي بعض الأحوال مرّةً مرّة، ثم يستنشق يأخذ الماء في فمه وفي أنفه ثم يستنثر ما في أنفه أي يُخرجُه، ثم يأخذ ماءً في هذه اليد ثم يضيف هذه اليد إلى هذه اليد فيضع يديه على وجهه من أعلى الوجه إلى ءاخره ثلاث مرات أحياناً وأحياناً مرتين وأحياناً مرّة،
ثم يأخذ الماء في هذه اليد في هذه الكف فيغسل هكذا مرّة أو مرتين أو ثلاث مرات ثم يضع الماء في هذه . ثم يعمل هكذا مرة أو مرتين أو ثلاث مرات ثم يأخذ الماء هكذا يمسح يده ثم يبدأ بمقدَّم رأسِه ثم يردُه مرةً واحدة في أغلب الأوقات، وقد ورد ذكرُ التّثليث أيضاً لكن أغلبُ أحاديث وضوء رسول الله ليس فيها انه مسح رأسه ثلاث مرات، ثم يغسل رجليه يبدأ بالأصابع يَصُب الماء هنا فيغسِل ثلاث مرات أو مرتين أو مرةً واحدة .
وكان يُسَمِـّى وكان يستاك يستعمل السواك في بَدء الوضوء في بداية الوضوء وكان يقلل من الماء، ما كان يكثر من الماء. أحيانا كان يتوضأ بمقدار مدّ أي بمقدار حَفنة بالكفّين . كان يكفيه لوضوئه كلِه مقدار حفنة من الماء وذلك أقل من نصف كيلو،