قال الإمام الشيخ عبد الله الحبشي رحمه الله وغفر له ولوالديه :
أهلُ السُنة تمسكوا بقولِهِ تعالى: {ليس كمثله شىء} مع الدليلِ العقليِّ أنَّ الخالِقَ لا يشبهُ مَخْلُوقَهُ. الخلق يتحرك ويسكن، الإنسان مرةً يتحرك ومرة يسكن النجوم دائمًا تتحرك وإن كان الناظرُ إلى السماء يتوهم أنها ساكنةٌ لكن بإدامةِ النظرِ إليها وقتًا واسعًا يتبينُ له أنها تتحرك، دائما هي في الحركة وأما السموات دائماً هي ساكنة، السموات فوقَ النجوم، هي النجومُ تحتَها والشمس والقمرُ تحت السماء ، والسموات ساكنة فالله لو كان ساكنا دائما لكان مثل السماء ولو كان متحركا دائمًا لكان كالنجوم، ولو كان ساكنًا مرةً ومتحركًا مرةً لصار كالإنسان فلا يتحقق نفي المثلِ عن الله إلا بنفي الحركةِ والسكونِ عن الله، كذلك لا يتحقق إلاَّ بنفي الحدِّ عنه أي أنه ليس له كمية لأن الشىء الذي له كمية أي حجم لا بُدَّ أن يكون له مكان، الشىءُ الذي له كمية صغيرة أو كبيرة لا بُدَّ له من مكان وجهة والذي له كمية أي حدٌّ لا بد أن يكون محتاجا لمن جعله على هذا الحد.ِّ الشمسُ عَرْفَنَا عَقْلاً أنها ليست إلهًا بل هي مخلوقةٌ من جُمْلَةِ المخلوقاتِ لأنَّ لها حدًّا لأنه لا يَصِحُّ في العقل أن تكون هي أوجدت نَفْسَها على هذا الحد، هذا لا يقبله العقل أن يكون الشىءُ يُوجِدُ نَفْسَهُ يَخْلُقُ نَفْسَهُ، كلُّ شىءٍ له كمية يحتاجُ إلى من جَعَلَهُ على تِلْكَ الكَمِـّية الله تعالى لو كان له كمية صغيرة أو كبيرة بقدرِ العرش أو أضعاف أضعاف حجمِ العرش لكان يحتاج إلى من جعلَهُ على تِلكَ الكمية، كما احتاجت المخلوقات إلى من جَعَلَها على كَمِـّيَاتِها، الإنسانُ له كمية ليس هو خَلَقَ نَفْسَهُ على هذه الكميةِ إنَّما وَجَدَ نَفْسَهُ هكذا والعرشُ له كمية يعلَمُها الله، نَحنُ لا نَعْلَمُها.
الوهابية قاسوا الخَالِق بالمَخْلوق قالوا كَيْفَ يكون مَوْجُودًا بلا كمية بلا مكان بلا جهة الموجود لا بُدَّ له أن يكون له كمية ومكان وجهة.
فمن هنا هَلَكوا، هُمْ لا يَعْبُدُونَ الله وهم يزعمون أنهم يعبدونه لا وجودَ لما يَظُنُّونَهُ من جسمِ قاعدٍ على العرش، لا يوجد جسم حي سميع بصير فوقَ العرش، حول العرشِ تُوجَدُ ملائكة لا يَعْلَمُ عددهم إلاَّ الله من كَثْرَتِهم أكثر من كُلِّ ما خَلَقَ الله.اهـ